السارى عار بين مكسيين بقلــــــم / عمر جميل
السارى عار بين مكسيين
عندما تكون الفوضى الفكرية هى الفيصل والحكم ، ومع إعلام السماء المفتوحة ،تخرج عليها أفكار غريبة وتختلط ثقافات وأعراف وبيئات مختلفة ،مما يجعل غزو هذه القافات والموروثات سهلة الإختراق ،وهذا ما حدث بالفعل فى بلادنا فى ظل قتل القدوة والتشكيك فى الثوابت ،فكان الديل ثقافة التقليد لثقافات أخرى ،وفى الفترة الماضية كان هناك أنواع مختلفة من الغزو الثقافى الذى يحمل الإنحراف الأخلاقى ،ومع مسلسلات وأفلام تنقل مساوئ ثقافات تنتقل إلينا بكل بساطة ،وابتدأت مهزلة هذه المسلسلات بالغزو للمسلسلات الأمريكى حيث أفلام الأكشن والعنف والتى تحكى دائما قصة بطل يحارب جيشا وحده ويهزمهم ترويجا للقوة الأمريكية ،ثم المكسيكى وجميلات المكسيك ،مرورا بالمسلسلات التركى والبطل صاحب الطلة الجميلة (مهند ) ونور ذات الجمال المحدود مما يلقى الأمل لكل فتاة جمالها محدود بأنها يجب أن ترتفع بطموحاتا لشريك العمر ومواصفات مهند وإما بلاش ،وأيضا مسلسل أخر وشباب وعائلات ثرية لا يشغلهم المال بل كل ما يشغلهم البحث عن الحب والصراع بين الشباب والفتيات على من يوقع بالأخر ،وفريحة صارخة الجمال بنت البواب التى يقع فى حبها شاب ثرى ،وهكذا سخف وثقافات هابطة لا تمس للواقع ،ولكن الأن هى الفاجعة الأكبر ،المسلسلات الهندى التى غزت البيوت كلها ،حتى أن الفتيات أصبحن يسرن بالسارى فى الطرقات ،الأعلى محتشم والأسفل محتشم والوسط عار تماما ،بل ويشترط أن يكون من أساسيات الزفاف للعروس وبديلا عن فستان العرس ،هذه المسلسلات التى تغزو البيوت تلعب على وتر المظلومية الدائمة حيث يلعبون على وتر العاطفة للنساء والفتيات فتتخيل كل واحدة منهن أنها فى مظلوميتها وتظل تبكى معها طوال المسلسل ،(فيديا ،سالونى ، سايبا ،جودا أكبر ،..وكتير من هذه النوعية يحفظها النساء عن ظهر قلب ،وكلها تحكى ،زوجة مظلومة مقهورة لا تملك دائما إلا البكاء ،وصراحة حتى الأن لا أعلم كيف يتم البكاء 500 حلقة من البطلة ومن أين تأتى بكل هذه الدموع ،وكيف لا يسيل المكياج من وجهها وقد جعل من وجهها الأسود أبيضا وجعلها إمرأة أخرى صارخة الجمال بعد الكثير من أعمال النقاشة ،ناهيك عن الرجل فى المسلسلات الهندى مفتول العضلات فارع الطول شديد الوسامة لا يؤثر فيه الرصاص ولا حتى الديناميت (وسعت شوية عديها مهو فيلم هندى ) ، ومع ذلك لا يملك من أمره شئ فالنساء هن دائما ما يحكمن الأمور، ودائما تجدهم يروجون لعبادة إلاههم فمجرد أن ترفع بطلة المسلسل يديها بالطلب منه تكون الإجابة سريعة فينطفئ السراج وتقوم الرياح وتطير الجبال (هندى عديها ) ومن إلاههم إنه صنم من الأصنام ربما تمثال لرجل أو إمرأة أو حيوان أو زرع ،فكل رجلين وامرأة لهم إله ،ولا يزال هذا الروث الفكرى ينتشر ويستمر ويتوغل فى البيوت ،مما يجعل من بناتنا ونسائنا بل وشبابنا مسخا مقلدا لوهم ثقافة صنعها هؤلاء حتى نكون دائما ،شعوب فى مهب الريح ،لا ثقافة لا فكر لا أخلاق لا مبادئ لا قيم لا مستقبل لا قدوة ولا تاريخ
ليست هناك تعليقات