قصيدة / ككل الناس للشاعر / وائل العجوانى/
- الجزء الأول / من دفتر الأحوال اليومية / قصيدة / ككل الناس
ككلِّ الناسِ فى الطرقاتِ
أَلهثُ خلفَ خُطواتى
أَعدُّ ضلوعى قبلَ خروجى من بيتى
وتُطلقُنى لقنصِ الوعلِ .. حاجاتى
ككلِّ الناسِ أستاءُ .. من الدنيا وأعشقُها
وأخطفُ من ثغورِ الدَّهرِ .. ساعاتى
أُضمِّدُ وعكةَ الأيامِ فى صدرى
وأغرسُ فى عراءِ الريحِ .. ناياتى
ككلِّ الناسِ مهمومٌ بلا همٍّ
أُقلِّبُ مسرحَ الأيامِ بحثاً عن رواياتى
ككلِّ الناسِ مجلودٌ بِأوهامى
أبعثرُ ثورتى عبثاً وأُطمَرُ فى انحناءاتى
ككلِّ الناسِ مُنطوياً على ذاتى ..
ووجهى تائهٌ أبداً كغيمٍ فى السماواتٍ
أُقاضى الدهرَ مُحترِقاً ..
وأُسرِفُ فى افتراءاتى
وألتهمُ الردى نَهِمَاً
وأنهلُ خمرَ شهواتى
ككلِّ الناسِ مُرتجفاً
أغيبُ بجوفِ صرخاتى
وأُهدرُ نهرَ أفكارى
بِقفرٍ من حَماقاتى
ككلِّ الناسِ مقهورٌ
كجدرانِ البناءاتِ
ضريراً يرتقى شمساً
على متنِ الشِّعاراتِ
ككلِّ الناسِ مُرتَهَنٌ ..
بكهفٍ من ضَراعاتى
أُعبِّأُ سلَّتى طَمَعاً
ويجنى الخوفُ ثَمراتى
وأإغوِى الضوءَ فى كَنفى
فيكشفُ زيفَ آياتى
شهيدٌ مالهُ أجرٌ
سجينٌ فى الفضاءاتِ
وأحملُ دائماً كفناً
كأجنحةِ الفراشاتِ
بشقُّ نسيجهُ دَمعى
وتنضو عُراهُ آهاتى
قتيلاً يرتجى ثأراً
جريحاً بينَ أمواتِ
كقمرٍ سقطَ من فَلكٍ
بأوديةِ الخُرافاتِ
يُلوِّحُ دائماً أبداً
ويرثى زمانَهُ الآتى
يدورُ الآنَ فى تِرسٍ
يقصُّ ضلوعُهُ المجهولُ مَأموراً
( بزرِّ ) جنونِهِ العاتى !
ليست هناك تعليقات