منى فايز تكتب : أخلاقيات الأسرة بين الماضي والحاضر .
أخلاقيات الأسرة بين الماضي إلى الحاضر
بقلم الكاتبة : منى فايز
اتسمت الأسرة قديماً
بحُسن أخلاقياتها، فكانت المعاملة بين افرادها كافة نبراساً
لقواعدها
وثوابتها ، وهي التي بُنيت عليها اساسيات ، وقوائم الأسر العريقة أو
الأصيلة بصفة عامة . فلقد كان الاحترام هو أساس العلاقة وأداة فاعلة
للاستقرار
المعيشي والاجتماعي ، و كانت المحبة هي المحور الرئيس في إنجاح
واستمرار
العلاقة بين كافة أفراد الأسرة ، ولكن بعد مرور الزمن فجأة تغيرت
العلاقات الأسرية
بل و تحولت في كثير من الأوقات إلى نفور وتباعد ، وربما
هروب الكثير من أفرادها
لساعات طويلة خارج المنزل، فصارت العلاقات بين
أفراد الأسرة هامشية لا ترقى
إلى لغة الود والحب والحنان التي كانت الأسرة
تعيشها في السابق ، فتبدلت المحبة
إلى الكراهية أحياناً ، وأصبحت الخلافات
الدائمة بين أفراد الأسرة تهدد استقرارها
وتعصف بلغة التفاهم التي نراها
في بدايات العلاقات الزوجية ، و تلك الأمور تدعو
للتساؤل : لماذا حدثت هذه
التغييرات في جذور الأسرة العربية وبين الناس عامة ؟؟،
هل التكنولوجيا
المعاصرة واستخدامتها كان لها تأثيراتها السلبية على الأسرة، فكان
تغيير
الإنسان حتمي مع مرور الزمن ، ام أن هناك اسباب آخرى تكمن وراء هذا
التغيير
، وانعدام الترابط الأسري بين الناس فلقد أصبحنا نرى الكثيرين يلقون
باللوم
والعتاب على الحالات الاقتصاية الصعبة التي يمرون بها و يعيشونها مع
أسرهم ، فهل
المشكلات المادية التي تعاني منها الكثير من الأسر هي السبب
الرئيس في ضياع
الأخلاقيات ، و التي كانت سبباً أيضاً في ضياع و انهيار
الضمير الإنساني والمعاملات
الأسرية وبالتالي ضاعت اخلاقيات الكثير من
الناس . إذن كيف كان الناس قديماً ؟؟ ،
هل كان اهتمامهم بالمال بقدر
اهتمامهم بالأخلاق ؟؟ وإذا كانوا كذلك فلماذا نرى هذه
الفروق الهائلة بين
أخلاقيات الأسرة القديمة والأسرة في وقتنا هذا ؟؟ خصوصاً العلاقة
التي تجمع
الأبناء بآبائهم ، و التي نجد الكثرين لا يحسنون تطبيق الآية المذكورة في
القرآن الكريم ( وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )
فكانت الاساءة والقسوة في
معاملتهم لهم ، وهي نقطة البداية لإنعدام الاخلاق
في الاسرة المصرية بصفة عامة . و
في اعتقادي أيضاً أن عدم الاهتمام بنشر
الأخلاق على المستوى التعليمي في مراحله
المختلفة ، كما علمتها لنا الاديان
السماوية، و تقديم دراسات توعية لها ، وليس مجرد
دراسة سريعة هي من أسباب
ضياع أخلاقنا . وبذلك يجب أن نمهد الطريق أمامنا
للعودة إلى تعليم اولادنا
أسس و مبادىء الاخلاق الموجودة في كتبنا الدينية والتي
اهتمت بالاخلاق ولم
تتركها دون أن ترشدنا لكيفية الوصول إلى اعلى قمم النجاح
والتفوق في كافة
المجالات الحياتية .
ليست هناك تعليقات