بقايا احمر الشفاه.! بقلم : عقيل هاشم
بقايا احمر الشفاه.!
.............................. ...
مرت الدقائق ضجرة ومملة في موقف الباص. كانت نظراتي إلى الراحلين في
المرآة شيء من القرف الوحدة والترقب، طقس من طقوس الرتابة . حسناء تقف
قبالة المرآة تحمل حقيبة جلدية جميلة سمراء كاحله العينين ،صدركاعب وشعرها
الأسود الفاحم وفستانها الفضفاض الزهري ,حول رقبتها شالُ اسود و المسدلُ
أكثرُ من حدودِ كتفيها. تبتسم لها باقتضاب.. تضغط على أحمر الشفاه و تعدل
من الكحل في العينين و ترجع خصلة من الشعر إلى مكانها بحياد تام كاشفة عن
تفاصيل وجهها وعن التجاعيد الصغيرة التي تتكاثر حول عينيها حين تبتسم..
إنها التجاعيد الأولى تطل من ثقب السنين.
كأنها تسال نفسها:
كم
موعدا مع الفرح أجل.. كم حلما جميلا أجهض حال وصول الباص وهي تأبى في شموخ
أن تحني رأسهاللايام الماضية ، تضحك من منظر وقوفي كنت كالمهرج انظر لها
وابتسم
ربما تكون هي..!
تنكمش
المساحات وتتقلص الفضاءات بيننا حين وصلنا البوابة .كانت تسرح ببصرها
وابتسامة عريضة تملأ وجهها.لا صوت ، لا ضجيج كأننا وحدناا في هذا المكان.في
الخارج نجلس على مصطبة تحت شمسية .الجدران تضيق شيئا فشيئا حتى يصبح
الفضاء مغلقا أمد ذراعي إليها فتبتسم، تدفع بكل قوتها لكن الجدران تتقدم من
كل الجهات.اسمع لهاثها المتسارع.. أنفاسها تنقطع. تصرخ. لا صدى لصوتها..
تشعر بالاختناق.. المكان يضيق بشدة مخيفة.. إنها تختنق.. تغمض عينيها. حبات
العرق تسيل من جبهتها.. تنسل من بين رموشها وتدخل إلى عينيها.لكنها لا
تريد أن تستسلم. لحظة وتجد رأسها على صدري. العرق يتصبب من كل أنحاء جسمها
وصدى صرختها في أذني.
تقول:
هل صرخت فعلا؟
أقول :لاابدا
أبحر في موج شفتيها.
أي عنفوان اجتاحني.
منذ متى لم اعش مثل هذه اللحظات الرائعة؟
ترد وهي تبتسم أريد أن أصرخ فعلا:
اضحك.
أقول لكن:
لن يردد الكون شيئا.
كان صراخها يكبر كل مرة ونحن نلتقي بذات المكان.
بقايا احمر الشفاه.!
.............................. ...
مرت الدقائق ضجرة ومملة في موقف الباص. كانت نظراتي إلى الراحلين في
المرآة شيء من القرف الوحدة والترقب، طقس من طقوس الرتابة . حسناء تقف
قبالة المرآة تحمل حقيبة جلدية جميلة سمراء كاحله العينين ،صدركاعب وشعرها
الأسود الفاحم وفستانها الفضفاض الزهري ,حول رقبتها شالُ اسود و المسدلُ
أكثرُ من حدودِ كتفيها. تبتسم لها باقتضاب.. تضغط على أحمر الشفاه و تعدل
من الكحل في العينين و ترجع خصلة من الشعر إلى مكانها بحياد تام كاشفة عن
تفاصيل وجهها وعن التجاعيد الصغيرة التي تتكاثر حول عينيها حين تبتسم..
إنها التجاعيد الأولى تطل من ثقب السنين...............................
كأنها تسال نفسها:
كم موعدا مع الفرح أجل.. كم حلما جميلا أجهض حال وصول الباص وهي تأبى في شموخ أن تحني رأسهاللايام الماضية ، تضحك من منظر وقوفي كنت كالمهرج انظر لها وابتسم
ربما تكون هي..!
تنكمش المساحات وتتقلص الفضاءات بيننا حين وصلنا البوابة .كانت تسرح ببصرها وابتسامة عريضة تملأ وجهها.لا صوت ، لا ضجيج كأننا وحدناا في هذا المكان.في الخارج نجلس على مصطبة تحت شمسية .الجدران تضيق شيئا فشيئا حتى يصبح الفضاء مغلقا أمد ذراعي إليها فتبتسم، تدفع بكل قوتها لكن الجدران تتقدم من كل الجهات.اسمع لهاثها المتسارع.. أنفاسها تنقطع. تصرخ. لا صدى لصوتها.. تشعر بالاختناق.. المكان يضيق بشدة مخيفة.. إنها تختنق.. تغمض عينيها. حبات العرق تسيل من جبهتها.. تنسل من بين رموشها وتدخل إلى عينيها.لكنها لا تريد أن تستسلم. لحظة وتجد رأسها على صدري. العرق يتصبب من كل أنحاء جسمها وصدى صرختها في أذني.
تقول:
هل صرخت فعلا؟
أقول :لاابدا
أبحر في موج شفتيها.
أي عنفوان اجتاحني.
منذ متى لم اعش مثل هذه اللحظات الرائعة؟
ترد وهي تبتسم أريد أن أصرخ فعلا:
اضحك.
أقول لكن:
لن يردد الكون شيئا.
كان صراخها يكبر كل مرة ونحن نلتقي بذات المكان.
بقايا احمر الشفاه.! بقلم : عقيل هاشم
مراجعة بواسطة Unknown
في
2:50:00 ص
التقييم: 5
ليست هناك تعليقات