((( نبض الشمس ))) بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
تغريـــــــدة الشــــــــعر العربي
---------------------------------------
((( نبض الشمس )))
زهرة الأسكندرية مديحة رشدي
أيسأل المطر !!
لما إحتوته السماء؟
و تساقط دمعه... بغير عناء؟
ويحزن إن. تبعثر ..
عنوة فى الفضاء
وكيف حال الوحيد ...
دون غطاء؟؟
ولمن تكون الشمس ..
دفئاً فى الشتاء ؟
***
قليل من الخبز تسمو الأرواح ،وقليل من الحب يقتل كل معنى للحياة --- بهذه الكلمات نتجول مع بستانها الذي تتزاحم فيه الصور و الأخيلة داخل ايقاعات تنطق بالوجودية التي تعطر موكب الزمان ----
مع ( عاشقة البحر ) نمضي نسبح في عالمها الأزرق بين البحر و السماء والحب و الجمال وروعة الليل و خريطة الرمال وشواطيء المعرفة و عبقرية المكان التي تجسدها بنبضها عبر المشاعر من خلال ظلالها الوارفة بين الزهر و الطير و ترتيل الشعر مع انداء الفجر تغازل قمر الحياة تتسلل من صمت المستحيل الي دهاليز النور تغني مع الحياة -----------
ولدت الكاتبة و الشاعرة الاسكندرانية " مديحة رشدي " بالاسكندرية و قد درست بكلية التربية الرياضية جامعة الاسكندرية و تعمل مدير عام مديرية الشباب والرياضة... مدربة أيروبيكس لدى مديرية الشباب والرياضة بالاسكندرية
و من خلال تخصصها الرياضي تنفتح علي جماليات الحياة تنهل من الواقع تفتح رؤي الاحلام تعانق الجمال و الخيال في دعوة حب و تفاؤل ترسم لوحات العمر في روعة القصيدة التي تنطق بالالهام ابداعا فنيا يتذوقه المتلقي من أول وهلة في تفاعل ذاتي يسرد أحداث تنم عن مشاعر عامرة بين أفانين الكلمات المتداخلة بالالوان و الظلال في ايقاعات شجن يرسم مصير الاتجاهات نحو الزمان و المكان بين معالم الاسكندرية تنهل من مخزون تراثي يحمل دلالات تجمع التاريخ حكايات ---
من خلال المرادفات و صور فنية موشاة بعبقرية الخيال ذات ايقاعات تسيطر علي النفس في ومضات تتباين مع تجليات تشرق من ربيع القلب تغني للحياة --------
و لها ديوانان :
------------
= نبض الروح
= امرأة المستحيل
و تظل شاعرة الاسكندرية ترنو الي مناظرها الفتانة تستلهم منها الشوق و الحنين و الذكريات و زحمة المدن و الفرح و الحزن و لم لا و هي التي تعج بالكثير و الكثير من اليوميات فتمسك بالأماني الحالمة فتقول :
حنين...
--------------
علي محطات الروح
تحت إضاءه خافتة
لنجم في الوريد
تمرد علي العوده لعتمة المدن
كانت الأرصفة مزدحمة
بعيون حائرة
تشرق بالحزن
ورغم ثرثرة الحاضرين
والغائبين
لم ينكسر شريط الفكر
ويثمر بالنسيان
تذكرت صوت عطري
الذي يشبهه !!
يلح ..ويستفيث
أن أرفع عنه غبار الحنين
علي أرصفة الحياة
كل القطارات ترحل
وأنا ...أترقب..
رحيلا ناعما كالسحاب
رحيلي كلي
في عمق بحار بعضك
انها اديبة متمكنة و شاعرة تمتلك وجه القصيدة لها قاموسها الخاص تجمع مفردات البسمة و الحب و المطر و الفجر و الشوق رمز يدل علي جمال الطبيعة و التفاؤل و معانقة الحياة تكشق لنا عن ملامحها من خلال تجسيد لمرحلةتها الفنية عبر المعاناة تصل الي شاطيء الابداع في خطي و ثبات
نعم انها المرأة المتمردة في دلال تركض مع زحمة الوجود بعناصرها الفنية تجربة مكتملة لخصائصها الناضجة في الهام و ثقافة و تحصيل و عطاء يترجم مشاعرها في سطور تنطق بروعة البناء الشعر للنص في قالب قصصي مطرز بلوحات فنية متداخلة الالوان و الاخيلة و الايقاعات --- فهي تهرب من صمتها تعانق جمال الوجود تعزف عن ميعة الضجيج مع روعة الشروق تنسج قصائدها الحريرية من شعاع الشمس الذهبي فتقول :
أىُ ضجيج هذا
يعانيهِ فؤادى؟؟
عندما!!
يمزقُ الحشايا
معلنًا
ثوراتِه فى كِل وادِ؟
منذراً ببدء العواصف
رافضاً كلَ إعتقادِ !!
هو عيشُ فيك ..
مختارت من ابداعها :
===========
مع " نبض الشمس " تقول فيها مديحة رشدي مؤكدة علي لحظات الميلاد و الالهام في خطوات نحو الحياة تسجل اعترافاتها ابداعا متناغما :
يوم أن أشرقت...
إمتلكت الأفئدة
كانت الملهمة ..
الوارفة ..الواعدة
تخطو..
فتنحني الأشجار
ويشدو الورد
و تبتسم الأنهار
وذات... حلم فات
صافحت القمر
ضمت عيناها عينيه
تاهت النبضة بين كفيه
وسافرت لسماء الشوق
مع ما جادت به شفتيه
فقط هي ساعات..
وحل الظلام
دب سكون الليل...
وصمت الكلام
وكشف الحجاب
عن مدن...
تخطو بقدم مجروحة
وأهات !!!
نايات إنطلقت من
أوردة مفتوحة...
ودمع الندي ...
ينادي
يا آخر دقات القلب
إنتحر العمر
إكسر قيد الزمن
وأركض فوق
الغيم الجاثم
علي صدر الشمس
وانزع الشجن
= = =
و في قصيدة أخري ترتاح من لوعة الضجيج فتقرر الصمت تارة أخري و تعلن اعتزال الكلام كأن الحياة أصابها الجمود و السكون بل الموت ثم تنفلت نحو الاخضرار في وجل تنشد تراتيل الاخضرار في بريق يجسد ملامح رؤيتها كعودة الروح و الضياء الي رحم الابجدية قلائد تحمل جماليات المدن شيئا فشيئا كي تتخلص من الجرح و الوجع نحو الامل في تناغم فتقول :
إعتزلتُ الكلام
___________
جاءتْ لحظاتُ الموتِ
ومدينتى...
تبعُدُ ....
..
شيئاً ...فشيئاً
تفارقُ.. رُوحَ الحياهِ
عبيرَ الوردِ ......
ضوءَ الشمس....
آخرَ وطنِ.......
و هذا الدربُ...
الذى....ناجيتُهُ.. لوعاً
فدمع َ ...حنيناً
لصوتِ خُطانا ...
وبساتين الكون ....
التى ...
ما كانت يوماً....ترتوى...
بسوانا....
والأيام التى ....
فَرطَتْ عِقدُها
بعدما.....
استباحت ....كلَ أحلامُ صبانا
يانغماً ....... أكتبُ له بدمى!!
ترنيمةَ حنينِ!!!!
إن كان نبضُ الحبِ مؤلماً!
فالأكثرُ إيلاماً.....
شوقُ العاشقين...
نصفى... يشكو نصفى
يصارعُ ذاتى!!
أركضُ خوفاً .... من ..
تفاصيلِِ حياتى....
لعل الفجرَ... يُطلُ علينا
أَُكسَرُ كلَ المرايا
وأرسمُ على ....
تفاصيلِ وجهى....
بدايةَ حكاية..
يخرجُ وجعى ....من زمنِ الصمتِ
زمن ....يخالطُ فيه الليلُ
ضوءَ النهار.....
تنهيدَهَ وجعِ ....
ثورةَ حنينِِ ......
تعانقُ حروفى ....
حدودَ الجنون....
ألمسُ الشمسَ ..
أمسكُ القلبَ ....
أطفىء بين ضُلوعى....
لهيبَ الظمأِ......
أنا النهرُ والبساتين
الحبُ
والشوقُ والحنين
فلن أرتوىَ .... بشربهِ ماءِ
إن لم أكنْ الدنيا....
فلن أكون أبدا نسمة هواء ..
_____
مديحة رشدى
فلن اكونَ أبداً ...
نسمةُ.. هواء .....
= ==
و في قصيدة " امراءة المستحيل " ترصد وجودها بين القهر و الحلم تتوقف امام التقلبات و المتغيرات لكنها سرعان ما تنهض نحو درب الجمال تحمل مشعل الخلود تغني في كبرياء تصدر لنا جمل تحمل البشارة لهاى دلالات تراثية بين الاسطورة و الرمز تتصدي بفلسفتها التأملية الي كل ما يساورها من متاهات لكنها تهدأ بعد أن تثبت دورها الريادي مع الحياة فتكون وردة اليقين و الحب المورد بين حركة المارة في كل الأفق ------
إمرأة المستحيل
****
أىُ ضجيج هذا
يعانيهِ فؤادى؟؟
عندما!!
يمزقُ الحشايا
معلنًا
ثوراتِه فى كِل وادِ؟
منذراً ببدء العواصف
رافضاً كلَ إعتقادِ !!
هو عيشُ فيك ..
أو..
موتُ فيه سفرى و
ِبُعادِى
فلا تحسُبنى أحبُك
عندما
ترانى عند بابِك..
أحترقْ
هو صبُر فاقَ إحتمالى
عمُرفات...
وسرق!!!!
فيضُ يرهقُ خيالى
بقايا وجدانٍِ...
قلق...
حرفُ ينادي الليالى
زهدَ الصمتَ
فنطق
ما أتعس الدنيا.. وأنا..
طفلةُُُ
دون صدرك أختنق
أحبُــــك ....
يمتد نبضى للورق
فلاتحسبنى
إمرأه!!
توقفها الأزمنة
فأنا.....
روح تغزو كيانَك
تقتحمك بكل الطرق
****
بعد ان قدمنا لوحات شعرية من روائع شاعرتنا الاسكندرية " مديحة رشدي " جمعت فيها أنوار الحياة المشرقة بين ظلال الأزمنة في كبرياء الروح تتحدي المستحيل و لم لا وقد تغلغلت داخل ظواهر و قضايا في تجربة ذاتية تمس أوتار القلوب في حضور تتزين عوالمه و ملامحه في تباين يكشف لنا العبقرية في ابداع فني رائع دائما -----
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
-------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات