حلم السقوط بقلــــــم/ عمر جميل

حلم السقوط

هو ينتظرأخراليوم يختلى بنفسه ،يجلس مسترخيا والدمعات تنزل على خديه يشعر بدفئها ،ثم يمدد قدميه ،ويغمض عينيه ،ومع إغماض عينيه ،يتقمص شخصية أخرى ،يبحث فيها عن حلمه الضائع ،يحقق فيها أحلامه وطموحاته التى لم يستطيع تحقيقها على أرض الواقع ،وفى حلمه ينظر حوله كأنه يبحث عن جزؤ من أجزائه ووصل من أوصاله ،كأن قلبه يوجهه إلى شئ ،فيسير إليه ،يفتح كفه ،ويفرج بين أصابعه ،فيجد من يبحث عنه ،تتداخل أصابعه بأصابعه ،ثم ينبع لهما جناحان ،يطيرا معا ،يحلقا معا ،يداعب كلاهما النسيم العليل ،يسابقان الطير ،ويدعبان النجوم ،ويهديها القمر قائلا ،أنت شمسى يشع منك ما يدفئ قلبى، وأنت قمرى ينبع منك ضوء القمر، ثم يسرعان معا ،يتخاطفا السعادة إختطافا ،يلا مسان السحاب وينظران إلى الأشجاروهى تتراقص فرحا وسعادة ،والزهور يفوح عطرها تنشر العبق على كل طائرين ،وفجأة ،يستيقظ ،تنفتح عيناه ،ينظر إلى يديه فيجدهما مفتوحتين وفارغتين ،ينظر حوله فى كل مكان يبحث عن حلم ضائع ، فإذا به قد اصطدم بعالم الواقع ،فيسقط سقوطا مريعا،وهنا يعلم أنه كان يعيش حلم السقوط