أحدث المواضيع

كاتب يومية، وسريح بقلم عمر جميل





كاتب يومية، وسريح بقلم 
القلم هو نعمة الله سبحانه أعطاها لأناس فضلهم عن غيرهم واختصهم لرسالة عظيمة ،منحهم الله سبحانه نعمة وموهبة عظيمة ، نعمة التعبير وغيرهم بداخله الكثير ولكن لا يجيده ،فمنحهم تحويل الماضى والحاضر،الواقع والمستقبل ،بل الإحاسيس والمشاعروالمكنون ،إلى نظم رائع وتعبير يخترق القلوب والأفهام ،فكان له أثره العظيم فى تنمية الثقافات والحضارات ،فكانت مقاييس تقدم الحضارات تقاس بما يخطه القلم ،فكانت الأقلام تؤدى رسالة عظيمة سامية ،تنشر القيم والأخلاق والمبادئ العظيمة ،وتربى الأجيال ،وتشرح وتعرف معنى الحرية وقيمة الإنسان بفرض النظر عن لونه وحجمه وعرقه ،وساهمت فى محاربة الجهل والتخلف المرض والفقر ،وكانت بالمرصاد لكل ظالم متجبريتحامل على رؤس الناس بقدميه ،ونبذت كل منافق وصولى متسلق جهول،وعالجت كل مريض بالفكر والعقل والمنهج ،وقاومت المعوج حتى استقام ،ولكن ،ومع عدم وضوح الرؤية ،إنقلبت الموازين ،فلم يعد القلم يعرف له طريقا بل ضل طريقه ،فغابت الرسالة ،وأمسك القلم أناس أخرين ،وأوسد الأمر إلى غير أهله ،وانعكست الرسالة ،فأصبح القلم يساهم فى إنشاء كل ما قضى عليه القلم المصلح ،فأصبح القلم الذى يغيب العقول والثقافات،ويقضى على القيم والأخلاق ،ويداهن الحكام ،وينافق كل صاحب سلطة ،أصبح القلم كعامل اليومية ،يكتب الكلمة فقط لأنه سيجد له أجرا ماديا ،وكلما نافق أكثر أجاد العمل ،وكان تقديره المادى أكبر ،وللأسف أصبح القلم يعرض نفسه فى سوق النخاسة ،يبيع نفسه لمن يدفع أكثر،بل مثله كمثل الغانية تعرض جسدها لتكتسب به ،ولا يمنع هذا أن هناك قلم مازال على طريق الحق ينشر دعوة الخير والمحبة ،لا يضره من خالفه ،ولا يغيره ولا يحيده عن طريقه أحد ،لذلك يجب على كل صاحب قلم أن يتحسس طريقة ،ويعرف هدفة ،ويسعى بقلمى لرسالة تخلد ذكراه فى الدنيا والأخرة 
تحياتى ،بقلم عمر جميل

ليست هناك تعليقات