بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي ((( شمطاء المـرآة و أسوار المدينة ---------- !! )))
قصة قصيرة
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
-------------------------------------
((( شمطاء المـرآة و أسوار المدينة ---------- !! )))
الشوارع مزدحمة بالمارة عند الظهيرة ساعة الذروة و الانصراف من الاعمال و الميادين مليء بالشباب
و الجميلات تتبختر امام الرجال و النساء مثل الفراشات الملونة و الورود الأنيق التي تسحر الناظرين بأنواعها و روائحها الذكية ------
بدأ مسلسل المغازلة و موسم الحب من نظرات و همسات في صمت يحكي فصل من رواية العشق ----
الكل فرح مسرور بالجمال و الاهتمام و عبارات الحب في يوم المرأة العالمي حيث الهدايا و اللقاءات ---
فاذا بعجوز متصابية تجذب فتي من يده صائحة :
ما دهاك أنا أجمل من اللواتي يتسكعن امامكم في المحلات و الطرقات ---
فقال لها دعيني لا وقت للحب أبي مات في الحرب -------- !!
ثم عادت العجوز الشمطاء الي منزلها و هي حزينة باكية تبحث عن أنيس لها مع رحلة العمر المركبة تستدعي الذكريات و تهافت الشباب عليها حينما كانت غزال رشيق يبهر الناظرين من بعيد كأنها ومضات كاشفة تجذب كل باحث عن الحب و الجمال --------
فأخذت تلملم دموعها ماسحة بقايا التجاعيد و فكرت ان تزيف شكلها بالمساحيق و العبارات الأنثوية الملهبة في تبادل الحديث كي تفتن قلوب العذاري من جديد -----
تلونت و ارتدت أبهي الثياب حسب الموضة و خرجت من الكوافير فتاة بل بنت العشرين و اخذت العطور الفواحة و استعانت بالدواء الذي يعيد لها روح شبابها وخفة ظلها -----
و انتظرت في الميدان تسأل عن رقم الحافلة التي تذهب الي الحديقية العالمية -------- !!
حيث تجمعت الوفود للزيارة و في صمت خاطبت بعض الشباب المؤهل للحب حسب الشروط
و همست اليه الي الحديقة فضحك وقال نعم قالت خذني في يدك فتعجب فقالت له :
الشباب يطاردني و اريد ان يعرفوا و يعلموا انت فارسي حتي ينصرفوا و ينفضوا من حولي علي وجه السرعة -------
فقال لها انا عندي موعد مع حبيبتي عند مدخل الحديقة ------- !!
فقالت واوكذالك الكل ينظر اليهما في ريبة حينما شبك ذراعه في ذراعها و كأن شيء حدث في الميدان الكل ضحك فتعجب الشاب صامتا
و تبسمت العجوز المتصابية و قالت يا حبيبي يحسدوننا علي الحب ---------
فلم يجب الشاب و استقلا الحافلة مستنكرا كل الافعال و الاقوال علي وجل وصل الطرفان الي البوابة الرئيسة لمدخل الحديقة العالمية --------
سرعان ما نزع الشاب عنوة ذراعه منها حينما ابصر حبيبته من نافذة الباص خائفا
و اسئذن علي عجل --- فقالت هي اجمل مني في أي شيء
فراحت ترقب لقاءات الشباب في حب وحيوية و مشاهد تعيد لها الذكريات مع العمر الجميل حيث الجميع كان يطاردها في الصبا و يتمنون منها نظرة او كلمة ----------
و في جرأة تحسد عليها صارحت نفسها اما الجميع و هي تنظر في المرآة التي اخرجتها من حقيبتها قائلة بصوت عال : ( أنا العجوز الشمطاء المتصابية امام أسوار المدينة لا اهتمام لا احلام و مسحت دموعها صارخة تبا للشيخوخة فليهنيء الجميع بالحب --- الوداع ---------- !! )
ليست هناك تعليقات