بلطجى رغم أنفه
فى تحول عجيب وأخلاقيات دخيلة على المجتمع المصرى بدأت ظاهرة تفرض نفسها بقوة فى الشارع المصرى فأصبحت تمس الكثيرمن المراحل العمرية المختلفة وأصبحت الأجيال تورث العنف المجتمعى،حتى كانت ،من الطفولة والصبا والشباب والشيخوخة ،إنها ظاهرة العنف والعنف المتبادل ،والتى ظهرت بقوة ،عندما تجد طفلا أو شابا وديعا هادئا ،تعلم كيف يحب الأخرين ،بل ويتعاون معهم ويمتلؤ قلبه رحمة بكل من حوله حتى الحيوان ،تعلم وتربى على كل صفات الخير ،ثم يذهب إلى مدرسته ،بهدف التحصل على العلم النافع ،فيصبح شابا يافعا يخدم دينه ووطنه ،ويساهم فى بناء بلاد عظيمة تواكب التقدم العالمى ،ولكن ،يأتيه ما ليس فى الحسبان ،أطفال أو شباب ،لا يعرفون الرحمة ،ليس لهم هدف ولا غاية ،لا إنتماء لوطن ولا دين ،يحقدون على كل شاب أو طفل صالح ومجتهد ،حيث يكرهون ما يفقدونه فى أنفسهم ،يكرهون فيه تفوقه واجتهاده وتدينه وحسن خلقه ،فيتربصون به ،وهؤلاء دائما يشكلون جماعات وصداقات شيطانية ،يهدمون كل جميل ،فيتهامسون فيما بينهم ،من يتحرش بهذا الطفل أو الشاب ،فيقترب منه أحدهم فحتك به ،ويأتى الأخر فيضربه على وجهه وهذا يلقى به على الأرض ،فيذهب هذا الطالب إلى بيته مذهولا مما حدث ولا يعرف ،كيف يتصرف مع الموقف ،يعرض على والده الأمر ،فيرد عليه والده يابنى نحن أناس مسالمون ،لعله موقف وانتهى ،وفى اليوم التالى يحدث نفس ما حدث ولكن بزيادة أن أخرج أحدهم مطواة ووضعها فى ببطن الطالب مهددا أعطنى ما معك فقط لإذالال الطالب ،ومن هنا يصبح الأب حيرانا ،ماذا أفعل ،هل أنصح ابنى أن يستسلم فيتربى على الجبن والخنوع والذل والمهانة ،ويظل هكذا طوال حياته ،أم أنصحه أن يأخذ حقه فيجمع حوله مجموعة من اصدقاء السوء فيضرب من ضربه ،وهل ينتهى الأمر عند ذلك ،أم أن الوالد قد إستبدل الطريق ، ووضع ولده على أول طريق العنف والدم الذى لن ينتهى ، لم يتوقف الأمر على المدارس فقط ،بل أصبحت ظاهرة منتشرة فى كل الأماكن الشوراع والطرقات المدارس والجامعات ، ومع كل سن يكون السلاح أكبر وأخطر ،من الموس إلى السكين ،إلى الشومة إلى السيف والسنجة ،إلى المسدس والألى والمتعدد ،إنه قانون الغاب والبقاء للأقوى،إنها فعلا معضلة العصر ،إما أن تكون جبانا ذليلا خانعا قانعا قابعا،وإما أن تكون بلطجيا رغم أنفك ،
لذلك يجب البحث عن المسببات وطريقة العلاج وكيفية تحويل العنف العام إلى سلم عام
تحياتى ،بقلم عمر جميل
ليست هناك تعليقات