أحدث المواضيع

نحو عالم أفضل ١٣ سلسلة يومية للكاتب أيمن غنيم





نحو عالم أفضل ١٣
سلسلة يومية 
للكاتب أيمن غنيم

يقول الله تعالى فى محكم كتابه الكريم 
"* وجعلناكم أمة وسطا "*

فكانت الوسطية رحمه وهدى وأمنا وأمان . للأمة من التأذم أو القلق والتوتر ولكننا تطرفنا عن الوسطية فمالت بنا السبل وأعوجت بنا الحياة .
وأجهض حملة التنوير ودعاة المنابر والفضائيات تلك المعنى بسوء فهم منهم وخرجوا عن النص المتاح والبراح الآمن للدين بجماله وجمال تعاليمه . ورحماته الفضفاضه والتى تستوعب حتى المتعثرين فى طريق الهداية.

فعار على من يتشدق بتعاليم الإسلام السمحة ويجعلها كرداء يغطى عورات فكرهم. ويطمس ملامح التشوه واللغط والمغالطة الفكرية ويحاولون ان يفتشوا عن كل لفظة فى معنى وكل حرف فى كلمة وكل آية فى محكم الكتاب أو فى حديث مروع .ليجهضوا سماحة الدين ووسطيته . وكأن الإسلام وتعاليمه أختزلت فى معنى العذاب وكلمة حرام وليس له نصيب من التسامح والرقى والتعاطف والإرتقاء. والمحبة والوفاء .والإعتدال حتى إذا ماكان هناك عقاب .لابد وأن يسبقه عظة ثم نصيحة ثم تلاطف ثم لين ثم هوادة ورفق حتى بالمسئين الذين يخترقون حرمات الله جهلا منهم بعواقبها . 
إن العاقل والمسلم الحق .هو الذى يحبب الناس ففى دينهم فعصرنا هذا امتزجت فيه كل المعانى واختلطت فيه كل الألوان وتلاشت فيه معايير الحق وبرزت مفاهيم الفسق والفجور . وكأننا أصبحنا جميعا أدوات فاعلة فى يد الشيطان .فمن الحماقة ان ننصح أناس فى حانات يتراقصون ويتمايلون .وقد بال فى أذنهم الشيطان واستحوز على عقولهم .واختلط لديهم الخير بالشر .وأصبح لدى كل فرد منهم الحجة بالباطل فى أن يدعم ويطرق كل السبل التى يتسنى له تحقيق مآربه .
هكذا يكوم المجتمع الضال .والذى يحيد عن الطريق القويم ويبعد بأميال عن الطريق المعهود وهو طريق الله .

فعلينا نحن حماة الدين والفكر والعقيدة ألا نسكب على النيران زيتا ونلهب شرارات الإثم والفسوق حتى تشتعل فى وجوهنا جميعا . ونصبح أداة تبتر كل السواعد التى تبنى وتجعلها هى وسيلة للدمار والخراب .
وتعالوا بنا نتحلى بخلق الرسول الكريم فى الإستيعاب والتفهم والإستدراك والتبنى . ولا نعهد وننصب أنفسنا يد الله الباطشة .فقبلما أن نهجوا أو نطيح بهم. لابد وان نحتوى نواقصهم ونساعدهم فى استعادة هويتهم المفقودة حتى إذا كانوا عصاه.
نعم لقد صور بعض الدعاة للناس الدين على أنه مجموعة من الطقوس والمناسك التى تؤدى وهى جوفاء من تلك المعانى الرطبة والتى تحول دون التسامح والتعاطف مع بنى البشر حتى مع من ليسوا فى المله أو الدين .
من الأجدر أن نستوعب هؤلاء بكل مآسيهم وكل عيوبهم برحمات الدين واستدارجهم للخير. و لا نبتر دوافع الخير فيهم حتى وإن قل أو ندر وشيئا فشيئا سيعود مهما طال بعاده لرحاب الله . حيث الرحمات والهدايات فحبال التقوى مديدة .
وتعالوا نستدرك سيرة النبى الحبيب صلى الله عليه وسلم .ونستقى منه المواقف الحياتية ونذهب فيما وراء رسالته التى تدعم النماء والخير للبشرية جمعاء . وتعالوا بنا ننحى صياغة التشدد وإعلاء آيات العذاب والتى قد تسكب نيرانا على نوايا الشر وتؤجج أحقادهم وتستفحل مداها وتنتكس الرحمات وتشتعل الأهات .
فإن الدين هو الهداية . وهو الطريق الذى نسلكه جميعا فى جميع مناحى الحياة . ودعونا نمحوا الأذى فى طريق هؤلاء حتى إذا ماضلوا الطريق . فواجبنا أن نمهد ونسوى الطريق قبلما أن نشد على أيديهم وتوعيتهم بأن اتجاهاتهم التى سلكوها ملتوية ومتعرجه . وحان الوقت لإستقامتها وخاصة إذا ماتداركوا نتائجهم الغير سوية ومؤذية . واستلهام عزائمهم للخير .
فهيا بنا ندعم الوسطية والتسامح كمنهج أعلى وأجل من مناهج الإسلام الحقة . 
فقد وصفنا ربنا عز وجل بأننا وسطيين . 
ووسط الشئ هو أعدله وهو أقرب الحلول السوية فلا هو متطرف ولا هو متشدد . وهو أفضل السبل للانتشار . 
فهب أنك تمسك ثقلا من طرف ذاك او تلك . بالطبع لا تستطيع السيطرة عليه أو التحكم فيه .

هكذا النفوس البشرية . فلايمكنك أن تمسك بطرف دون أخر .أى لايمكنك الإنغماس فى الشر لدرجاته القصوى .ولايمكن الإنغماس فى الخير لدرجاته القصوى وإنما الحياة مزيح من الخير والشر . 
لأن الله عز وجل أدرى بطبيعة النفوس البشرية .فالنفوس تمل وتزهد ماهى عليه من رخاء أو حرمان . 
ولذا كانت الوسطية هى أسمى الحلول وأقومها .وهى المأمن من مخاطر البشر لذاتهم .فإذا عزفت نفس عن الخير سوف لا تتجه إلا للشر . وإذا إمتزجت النفس بالشر أصبحت من أكثر الأسود التى تلتهم كل من حولها .من قيم ومبادئ وتعزو للهلاك . تلك هى المعادلة المخيفة .

وتعالوا ندعم فكرة الوسطية بطريقة علمية .قد يتحسسها ويتلمسها كثيرون .لكنهم لايدركون قيمة هذه المعانى .فلا غرو فإن ديننا هو الأصوب . وجاءت كل العلوم لإحقاق حقائق قرآنية وتعاليم ديننا الحنيف .وجاءت لتدعم اتجاهاته النبيلة . 
خط بيمنك خطا مستقيما . وحاول أن ترتكز فى نقطة تمكنك من الإلتفاف حول هذا الخط بثبات ووعى وبإتزان متساوى فى جميع المسافات من هذه النقطة .
حتما ستكون فى المنتصف .إذا أن أقوى النقاط هى مركزها وأفضل الأماكن هى وسطيتها. 
وكأن هذا الدين جاء ليحتوى الفراغات التى تملأ فراغات الجهل والمجون واللامعقول . وفراغات الفتن وبريق الدنيا المزيف . لتملأ هذا الوجود بالنصح والإرشاد .
نعم فقد كانت دعوة نبينا بتكليف من الله عز وجل أن يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة .تلك هى الرسالة وتلك هى السبل فى إرثاء تعاليمه وترسيخ القيم وتفعيل الرؤى الإسلامية فى التمركز حول المغزى الفعلى وراء الدين وهو الهداية وليس العقاب . 
فتجلت معانى الرحمه من رسولنا فى أحلى معانيها لتستوعب هواجس قومه وآثامهم حتى تبدلت شرورهم خيرا وفساد حياتهم رقيا ورخاءا.

وتعالوا بنا ندلل بأن الوسطية هى ذروة القمم . فهب أن لديك قضيبا من الحديد المستوى وحاولت أن تثنيه . فكيف يكون حال الوسط فقد يكون للقمة أو القاع . أى أن الوسطية هى أثمن وأعلى الأشياء لدى كل الأشياء . أو أساسه إذا ماكان فى القاع.
فحرى بنا ان نفخر لأن الاسىلام بوسطيته يسود ويعلو ويتناثر فى ربوعنا جميعا ليملأ فراغات النفوس الهاوية ويدعم كل المثل ليرقى بها الانسان .
تعالوا بنا شيوخ وأئمة الاسلام وأهل التقوى والمغفرة نطبب نفوس البشر الشريرة التى تعزوا دائما للإنحراف والشرود عن الإستقامة . ودائما ماتنشد الخراب وتزفه إلى عقول المدمرين المخربين لكل صلاح فى المجتمع . وكل اشتقاقة فى دين أو دنيا. 
وذلك لأن هؤلاء مرضى بفراغات قلوبهم من الرحمات واستحوز على طيات أفكارهم الشيطان .

تعالوا نشد على أيديهم بالترغيب فى محاسن التقوى وإبراز سبل الهداية وتأكيد أسس الدين الحق فى أن تؤدى ماعليك وفقا لمعايير الإسلام السمحة المعطاءة والتى إن دعمت عم الخير والنماء فى مجتمعاتنا. وبها وفقط نكن على أعتاب عالم أفضل .
بقلم أيمن غنيم

ليست هناك تعليقات