أحدث المواضيع

بقلم // صالح الطاهر الجندي جلال النور

جلال النور
--------
أهل الهوي في الهوي تاهوا بحِبِّهمِ
تاهـوا جميعــاً على مقـــدار حُبِّـهمِ

فمنــهمُ مــن إذا جن الظــــلام نبــــا
عن نومه مشعلاً للشوق في الظلمِ
ومنــهمُ من ســرت أشواقــه فبـدت
أسـراره في الهــوي ناراً على علـمِ
ومنـــهم من بــراه الشوق ليس ترى
جسمـاً لـه لحظــة يخلو من السقمِ
ومنـــهم من بذكــر الحبِّ مشتغــلٌ
ينسى الوجود ومــا يحويه من ألــمِ
ومنهم في الهوى طال الوجـــوم به
حتى يقـــالُ بـــه شيء من البـكمِ
ومنـــهم غائب عن نفســــــه أبـــداً
إن غاب عاشقه أمسى من العـدمِ
ومنـــهم من أراق الدمع منسجمــاً
إن خـــانه مـــده من قلبــــه بــدمِ
وكلهم شاهــــد المحبـــوب بغيتـــه
في الحسن والحكـم قد ينهد بالحكمِ
لا يعرف الجوهر الغالي وقيمتــــه
إلا خبيــرٌ سما عقــــلا عن الثـلــمِ
لا يعــد م الحب من نقصٍ ألــم به
غيـر الــذي مرســلٌ للنـــاس كلهمِ
تالله لـــو علــم العشــاق خردلــة ً
من حسنـــه لاكتفوا رياً من الــديمِ
لو شاهــــدوا ذرةً من نــوره فتنـــوا
واستيقنوا الفرق بين القاع والقممِ
لو شاهـــدوا أيقنـــوا أن الجمــال له
لا يرتقي غيــر أن يبقى من الخـدمِ
إن كان في يوسف الأيدي لقد قطعت
ففيـــك أفئـــــــدة جرحى ولـــم تنــمِ
وشفها الوجد من أوصـــاف حسنكم
والوصف يعجــــز عنـــه ناطــقٌ بفــمِ
فكل وصــفٍ على مقـــدار واصفــه
وقــــدر أحمـــد فوق الخلـــق كلهمِ
لولا الجـــــلالُ الذي أعطيتــــه أزلاً
لصرت مفتنةً للعــــرب والعجــــم
نــورٌ على الأرض لا ظلٌّ لـه أبداً
نـــور به قامت الأكوان من عـــدمِ
نـــور الجمال جمــالُ النور مخبـــره
من نـــــور خالقـــه قد كان من قدمِ
فالحسن منـه على الأكوان منتشرٌ
قـــد اصطفــــاه لهـــذا بـارئ النسمِ
هــذا الحبيب فكن في حبـــه ولهــاً
واجعــل محبتـــه تمشي على قــدمِ
فمـــا المحبـــة دعــوى أنت قائلهـــا
الحب سيــر ٌإلى المحبــــوب بالهممِ
فاعـرف شريعتــه واحفظ شمائله
هــذي نجوم الهدى في حالك الظلمِ
إذا اقتفيت صفــات الحـبِّ في عملٍ
نلت الوصـــال وصــــال الحب والكرمِ
واشغل فــــــؤادك بالصـــلاة إن لهـــا
نـــــور ٌتُضــاء به الأرواح فى العتـــم
وافتح بحبِّه عين القلب سوف ترى
ســر الحقيقــــة فيـــه غيــر منكتم
تـــــراه في يقظــة بالــروح إذ جُليت
عنـــك الشــواغل لا تصبـح بمتهــم
هنــاك تـرقى رقيــاً لا مثيــل لـــه
ترقى إلى نـــــور عرش الله والقلم
يا رب صل عليه دائمــــاً أبــــداً
وارحم عُبيْدَك يا ذا الفضل والكرم
فإنني سيدي أرجو بلا عمـــــــلٍ
مقدمــــــــاً حب خير الله كلهم
وهب لأمته صـــــــــــلاح أنفسها
حتى تكون على الأكوان كالقمم
----------------
صالح الطاهر الجندي

ليست هناك تعليقات