أحدث المواضيع

خربشات على الجدار..!بقلم : عقيل هاشم

 
خربشات على الجدار..!
بقلم : عقيل هاشم
.......................
بدأ صوتها يتسرب من كل الثقوب.. يدق قلبي بمطرقة الريح ويعجنه.. أتذكر الآن الصورة بكل وضوح ..تأتي ضاغطة، ثقيلة ..كان بودي في ذلك الوقت البعيد أن أتنفس بحرية.. لكن من حقي أن أتذكر هذا الآن .
عندما كنت أهم أن أفكر مجرد تفكير ,كانت ضحكتها تمتد وتعصرني.تلوح صورتها أمام عيني وأسمع صوتها.. أستلقي على الفراش.. ارتمي,اصرخ.. فأسلخ جلدي وأرميه... يأتي العيد من جديد، والصوت ذاته، فأضع قامتي أمام الجدار، واتركها في حالة انحناء بين عقربي الساعة تماماً حشرت.. أمد أصابعي، تمتد.. ينفلت ظلها فتذهب إلى مالا نهاية في المسافات والمساحات.. وكأني اقبض على طرف خيط هلامي اسحبه.. يطول.. حول رقبتي تماماً يلتف.. اصرخ.. أخرج قليلاً من إطار جلدي. تصطادني بعينين ناريتين.. أختبئ.. لهاثي يطرق سمعي، فأغيب.. أسبح في بركة صغيرة من عرقي ..ابحث عن تفاصيل وجهي. وتضيع تلك الصورة في الزحام.
تقول:أنت زهرتي وقنديل فرحي . بقي صوتها الدافئ معلقاً مثل سحابة ناعمة.حملت جسدي النحيل ,رسمت وقتها على الجدار المائل صورة.. استدارت ونزلت عن الجدار.. رمقتني باستهزاء.. تركتها.
كنت أسيل دون ملامح فوق صفحة لا لون لها.. تغيم عيناي. أسقط بين عقارب الساعة الصدئة.. طعم القهوة المرة في حلقي.. أجلس وأنتظر ,تمد رأسها وتضحك, فيضحك الجدار..

ليست هناك تعليقات