أحدث المواضيع

و تَزودوا فإن خير الزاد التقوى ، بقلم / عبده جمعه

تتكالب علينا الأيام كنوائب الدهر ، فَيسلم منها يسلم ، و يتهاوى في وحلها أخرون ، فهل نحمل الناس على ما لا يطيقون و نحن بلغت منا القلوب الحناجر ، و صرنا في معية التفاوض مع أمرنا لنرى سبيل الرشاد لنسير فيه ، كما سبق منا الأولون و أصحاب الرأى عند إختلاف مذاهبهم في دنياهم ، فنرى منهم من كان يستحق أن نعجب به و نعظم لشأنه و قدراته ، و منهم من كان يستحق الشفقة لغلوه في فهم الدنيا و الناس فمضى بهم في جرأة غير مضمونة العواقب و سلك بهم فج المهالك ، فإن سلم من خلفهم من مهلكةٍ تلاحقهم مرة برأيه ، هلكوا مرات أخرى خلفه ، فكل منا مرهون بمن إتبعه بعد أن وضعوا فيه الثقات أجبالاً على كتفه ، فلا هو تخفف من حملها و لا تركها لمن هو أصلح منه ، فهل لنا أن نستجمع أنفسنا خلف راية لا ترنو للعلو و التسرع و لا الإبطاء والتدني ، فعليكم من أمركم بالنصيحة ، إنما النصيحة لله و لرسوله و لسائر المسلمين ، و صاحب النصيحة مؤتمن ، و ما كنت لأكتم عنكم رأياً أرى فيه الصواب لكم ، و إن لم يكن يسركم ذلك مني ، فأتقوا الله قدر أستطعتم ، فإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينهم يوم القيامة بإتباعهم الحق و بتقواهم الله في دار الدنيا ، و حق لميزان أن يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا ، فإذا ذكرتم أهل الجنة فقولوا إنا نخاف ألا نلحق بهم ، و إذا ذكرتم أهل النار فقولوا إنا نرجو ألا نكون مع هؤلاء ، فلو خرجنا من الدنيا كفافاً لا لنا و لا علينا لكنا من الفائزين ، فما بالنا و قد كثرت المتشابهات و عمت الفتن و المحن سائر البلاد فلا نقول خيراً و لا نتبعه و ننهاكم عن الشر و لا نجتنبه و علينا أن نضع نصب أعيننا أن أعمالنا تصدق كل هذا أو تنفيه ،إلا كنا من أهل النفاق و الرياء و المداهنة ، فما أجمل من قول حسن يتبعه عمل صالح تخلص في باطنة من الرياء و المنافقة لغير الله و ما أسوء ما عدا ذلك ، ليكون المرء راغباً راهباً لا يتمنى على الله و لا يقنت من رحمة الله ، فأنصف من حولك من نفسك أولاً قبل أن تأخذ الإنصاف لك و لحقك سواهم ، هذا ميزان الحق نراه في كلمات الحق و لا تكن كالخائبين الذين يؤتمن فيهم الخائن و يخون الأمين و أعمل على محاربة النفس و الهوى و الدنيا و الشيطان فهم جيش الباطل و دونهم جند الحق فأستعن بهم ، فنحن أردنا الحق و الخير و لا نعلم الغيب و ما هو آت و مقدم علينا إلا اياماً تناقصت فيها البركة و عمت الشدائد أهل الرخاء و النعم و تطاولت الدنيا علينا ببنيانها و مفاتنها فصرنا نرفل فيها متنافسين عليها متكالبين على نعيمها لا زاهدين فيها ، فأستبرأ لدينك و ذمتك و لا تدع لمن خلفك مقالة أو ملامة واقعة عليك ،،،

و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ،

( فوضت أمرى لمن لا ينسى ذكره ، و لا يخيب من رجاه ، و لا يرد من سأله ) تلك عبادة المتوكلين على الله وعبادة الواثقين بالله

،،،،،،،،،،

ليست هناك تعليقات