سبحان منَ سوَّى البشرْ.... بقلم الشاعرة جهاد مثنانى

فَلْينْتَحِبْ هذا المَدى

ولْيَنْسَكِبْ دمْعُ العُمرْ

ليْلِي جفَا هدْبَ المسَا

والوَقْتُ أعْياهُ الضّجَرْ

كمْ مِنْ مساءاتٍ بَدَتْ

ثغْرا يُجافيه السّهَرْ

كمْ مِنْ نهُودٍ أدْمَعتْ

ما عادَ جانِيها يمُر

هذَا قوامٌ باسِقٌ

نَخْلٌ يَهيمُ بالثّمَرْ

أو حرْفُ حبٍّ باذِخٍ

فيه القوافي كالشّجَرْ

قدْ أيْنَعتْ فيه الثّغورْ

والشّهْدُ ينْسابُ دُررْ

والعيْنُ يغويها الهلالْ

بعضُ الخطايا تُغْتَفرْ

والخصْرُ رسْمٌ بارِعٌ

فيه تفاصيلُ القَدرْ

والزّندُ بسْتانٌ نمتْ

فيه تسابيحُ الزّهَرْ

والحِسُّ فيكِ ثائرٌ

كالعِطرِ يَسْكُبْهُ مطرْ

واللحظُ فيكِ ساحرٌ

سبحانَ مَنْ سوّى البشَرْ

والبَوحُ مِنكِ قاتلٌ

يُنْبِي بميعادِ الخطرْ

يُبْكِي قلوبًا عاشقهْ

صارتْ زُجَاجًا ينْكسِرْ

والشّوقُ يسْتَسقي المُقَلْ

والقدُّ نارٌ تسْتَعِرْ

نارُ السَّعيرِ نرتَضي

إنْ كُنتِ انتِ المُستَقرْ