أحدث المواضيع

نهر العبط ، بقلم / علي شاهين

لا ادرى فى اى عام قرات هذه القصه ولكن اعتقد انى قراتها في مرحلة الطفوله ولا ادرى لماذا تختلط هذه القصة عندما تمر كبارقة فى راسى بصوت زوزو نبيل فى المسلسل الاذاعى الرمضانى الف ليله وليله فقد كان صوتها وهى تقول بلغنى ايها الملك السعيد ذو الراى السديد ان الملك—ثم يخفت صوتها الى الباك جراوند ليعود الى الامام فى الفور جراوند صوت الملك وهو يقول دبرنى يا وزير ثم تترى الحكايه الى ان تتثاءب زوزو نبيل تثاؤب عبقرى قائلة مولاى ثم يعقبها صاحب الصوت الرائع الفنان العبقرى عبد الرحيم الزرقانى منهيا الحلقه ومنبها حواسى الى انقضاء فترة المتعه والتى اطلقت فيها لخيالى العنان لارجع الى حالة انتظار الغد التى تلازمنى الى الان وها هو يقول وهنا ادرك شهر يار الصباح وكفت شهرزاد عن الكلام المباح يعقبها موسيقى الرائع رحمانوف صاحب سيمفونية الف ليله وليله مما يجعل النوم يقفز الى جفونى واحس بتثاقلهم اه يالها من ايام عندما كانت الاذاعة هى وسيلة الترفيه والكتاب خير صديق والاثنان كان جل ما يميزهم انهم يطلقون لخيالك العنان فالمكان والزمان والمؤثريحددهم عقلك الذى يستمع ويقرا على عكس التلفزيون او السينما (قديما) عندما تكون هى المحدده لك المكان والزمان والمؤثراما الان ففن الجرافيك يصنع لك عوالم تفوق خيالك كما فى فيلم the ring وهارى بوتر وغير ذلك من الافلام لقد طالت مقدمتى ولم اتطرق بعد الى قصة نهر العبط

وها انا ابدء بلغنى ايها القارىء العزيز ذو الراى الفهيم انه فى مملكة ما على حدود ارض ما كان هناك ملك يموت مرفرفا بجناحيه كالكتكوت ناظرا الى ولى عهده مشير له بيده ان ارتدى الزعبوط لمؤاخذه قصدى تاج الملك ثم اشار بعلامة اكس الى كبير وزراؤه ومرشده فى حياته ومماته ثم جحظت عيناه وفيص فنظراليه الملك الغرير ذو النظر القصير والدمع فى عينيه وقاله تفتكر بابا وهوبيموت عاوز يقولى حاجه فقال له الوزير طبعا بيقولك خليك ورايا وانت هتفلح قال تفتكر كده قاله اكيد ده انا جلالتك اللى مربيك ومضت الايام ببطء في بداية حكمه ولكن فجاه بدات ظهور حالات غريبه لبعض افراد الشعب وصفوه فى وقتها على انها حالات جنان حيث يتميز المصاب بانه صوته عالى وما بيخفش ولا عنده اى اندهاش مما اضطر الملك ان يضعهم فى مستشفى الامراض العقليه بناء على راى كبير الوزراء وهنا ادرك الملك القلق من ازدياد الحالات حتى امتلئت بهم المستشفى وضاقت عليهم فقال الملك ماذ يصيب شعبى فقال له كبير الوزراء لا ادرى ولكنها حاله من حالات العبط وبعدين يا وزير لازم تدور ع السبب وبسرعه يانهار اسود ايه هبقى ملك على شعب عبيط بقى كده يابا سايبلى شعب عبيط دى اخرتها فقال له كبير وزراؤه المشكله انه بيبصولنا بصات غريبه وكل ما يشوفونى اويشوفو صورة سعادتك يفطسوا م الضحك دول مسمينا جوز المعاتيه فرد الملك انا عبيط انا معتوه فقال ياريت على سعادتك وبس دول بيقولوا الفاميليا كلها مضروبه فصرخ الملك فى وجهه وقله بكره ان ما جبتليش ايه السبب هيبقى نهارك اسود وهنا نظر اليه كبير الوزراء فى استغراب وقال له الملك و قال له ايوه انا عرفت ابويا عمل علامة اكس وهو بيموت ليه فقال له مش فاهم جلالتك فرد عليه الملك قاله مش فاهم ياشراره ده انت كل اخبارك نحس حرايق قطارات جراد مافيش خبر حلو يبل الريق (معلش الحبكه عاوزه كده) فقال له كبر الوزراء باستغراب انا شراره انا نحس اللى تشوفه جلالتك وفى الغد صباحا جاء كبير الوزراء وهو يهرول ناحية بلاط الملك وبصحبته رجل عجوز يرتدى هلاهيل وسبح وشخاليل ولابس عمه ما تعرفشى اذاكانت خضراو سوده من شدة ماعليه من غبار ودخل على الملك ففزع الملك وقال فيه ايه يا وزيرومين المعفن اللى معاك ده فوضع كبير الوزراء يده على فمه وقال له اسكت اسكت فخاف الملك وجلس وقال بهدوء فيه ايه يا وزير ومين ده فرد الوزير ده الشيخ مندور عليه القمر بيدور فرفع الملك حاجب وارخى اخر وقاله مندور مين قاله ده صاحب العلم المستوروقارىء الكف المشهور وده الى عند الاجابه عن كل اسئلتك فهمهم الشيخ مندور وارغى وازبد واخرج ما يشبه الريم من فمه واخرج من جراب كان معه بعض الاحجار والعضم والقاهم تحت قدمى الملك ونظر للملك نظرة مخيفه ارتعد على اثرها الملك وقال له بصوت محشرج ادينى ايدك فنظر الملك بخوف للوزير واشار له الوزير ان يمد يده اليه ومد الملك يده الى الشيخ المندور اللى كلبش فيها وقال له بصوت غريب فى ايديك حراره ومسمينك شراره والشعب بيبصلك على انك عبيط فاشار الملك الى وزيره مش انا ده هو فرد الشيخ مندور مش مهم المهم تعرف ان سبب حالات العبط سببه الشرب من ماء النهر فقال الملك فى هلع يانهار اسود ده الشعب كله بيشرب من النهر وسحب يده من يد الشيخ مندور وقال للوزير انت كنت بتسقينى من النهر يا وزير الغبرا فقال له لا لا يا حضرة الملك انا وانت كنا بنشرب مياه معدنيه فقال الملك طب والفاميليا والعشيره قاله برضه بشربوا مياه معدنيه فنظر الى الشيخ مندور فاخرج من بين ثيابه زجاجة مياه معدنيه وفجاه دخل احد الجنود وهو يلهث مولاى الملك الشعب كله اتجنن ثم نظر اليهم وضحك ضحكا هستريا فقال له الملك مالك يا عسكرى فرد الجندى وهو يضحك اصل شكلكوا عبيط خالص وجرى من امامهم فصرخ الملك ياحراس اقفلوا الابواب يا حراس فلم يرد عليه احد فصرخ للوزير قوم يازفت انت واللى معاك اقفلوا الابواب وبعد عدة ايام تحايل الشيخ مندور ان يعطوه رشفة ماء لقد اوشك على الموت فرفضوا فطلب منهم ان يرموه خارج القصر فتلقفه الناس واسقوه ماء ففاق مندور واخذ ينادى خارج اسوار القصر انزل ياد ياعبيط انت وهو فقال الملك لوزيره ومرشده اهو سيح لنا اهو مش كنت اديته شوية ميا فرد مندور انزل يلى عاوز تحكمنا واخذ يضحك فقال الملك شايف مجايبك اسفوخس عليك ثم صمت وقاله انا مش سامع صوت الفاميليا فرد الوزير ماهو انت من ساعة ما سمعت الخبر وانت كانك بتشرب فى اخر زادك قاله يعنى الفاميليا-- فرد الوزير م الصبح وهما ف التراللى فرد الملك مندهشاو قاله كلهم شربوا كلهم فاوما براسه بنعم فقال الملك يعنى قصدك ايه نبقى كلنا ف التراللى فقال له والله اذاكنت عاوز تحكم يبقى لازم تبقى زى الشعب تشرب من اللى يشربه الشعب قاله بس دول مجانين فقال له وليه مانكونشى احنا اللى مجانين قصدك يعنى نشرب من نهر العبط فاوما براسه موافقا وهو يمد له ابريق مملوء بمياه النهر اشرب يا مولاى ---

ليست هناك تعليقات