أحدث المواضيع

التعويذة..! ، بقلم / عقيل هاشم

حدث ذلك اللقاء والعناق بينهما أخر مرة في محطة المترو.. في نهاية العام الماضي..وظل يعد لها الأيام كي تعود له.تبادلا الرحلة باتجاهين متعاكسين .

وبسرعة عجيبة مزق أوراق رزنامته.. بسرعة عجيبة طوى عاماً بعد عام. وبسرعة أكثر عجباً.. خلف ورائه ذكرى جميلة بالتعارف مع امرأة عاشت الحرب..

لم يكن يعلم بهذه السرعة إن قلبه يخذله، والرعشة تعود إلى أصابعه.ففي كل يوم درج على ممارسة أفعالا ثابنه, عند الفجر يقرا كتاب ثم يكتب قصيدة شعر ,يرتشف فنجان قهوة ,بعدها يتمشى قرب النهر.يملأ كفه بضوء الصبح.. ويغسل وجهي بماء المطر.ويكحل عينيه بتعويذة تحرسه من الموت كانت فاتن قد وضعتها في حقيبته ساعة المغادرة لتحفظه من الموت.

يدقق جيدا فلا يجد في الطريق اثر لااحد يؤنسه يبحث عن فاتن بين ظلال الأشجار. فلا يجد شيء يعادل لحظة فراقها. كانت قاسية عليَّه..كان يظن إنها تعطف عليه و لم تشعر به، أو تبادله الحب.. يغضبُ منها، يعاتبها، تبقى صامدة، وصامتة .

يعتكف في بيته، كي يلملم جروحه.وفي الحلم كانت تأتيه تهبُّ من جبروتها، لتصافحه... وتقدم له إكليلاً من الغار.. وتاجاً من الاعتراف والاعتزاز. وتلبسته عباءة مرصعّة بالحب والعرفان.

وفي ليلة ماطرة تعود فاتن إلى منزله . تسري في جسدها قشعريرة برد..ولا تستطيع كلّ مدافئ المنزل أن تدفئها.

على السرير كان يعفو إغفاءته المعتادة. ضمّته إلى صدرها، امتزجت دموعه بدموعها...قالت له بحزن يتولّد منه التّحدي:

-عدْت اليك

ينهض ,من فاتن..؟

نظر إلى وجهها المشرق.. وعينيها الجذّابتين، وشعرها اللامع ، عاد له عبث الطفوله.. وفي عينيه الملائكيتين دموع طفل, وحين اقتربت منه، وهمست له:

-أحبك .فهل تسمع...

هل تدرك ذالك..؟

كانت الشمس تغرب الآن بينما فاتن أقسمت أن تبقى معه إلى الأبد...!

ليست هناك تعليقات