نقطة مياة / بقلم احمد دفاع حسانين
أنــــا أبـنـك يـــا نــيــل مــصــر الــــعـظـيــــــم
شــربـت مـن فـيـضـك مـع كـل نـقـطـة مـــــياه
عــزة وشـهـامـه وكـرامـه و حـيـاء وكـبـريـــــــاء
وتـعـلـمـت عـلـى أيـديـك كـل أصـول الـحـيــــاة
وعـرفـت بـيـن ضـفـافـك الأهـل والأحـبـــــــــاب
وسـافـرت كـتـيـر وبـعـدت عـنـك أكــــتـــــــــــر
وتـمـلـى كـنـت بـحـس انـنـا جـــــــــــــــــــواك
سـمـكـه بـتـسـبـح مـا بـيـن أحـضـانـــــــــــــك
شـوفـت غـصـون زيـتـون بـتـرفـرف على ضـفاتـك
وشـوفـت كمـان الحمـام بـيـشـرب من قـطـراتـك
وشـوفـت أجـدادى زمـان بـيـدافـعـوا عن طـمـيـك
وشوفت عـمـى و خالى بيتـجمـعـوا على شـطك
سودانـى مصـرى صـومالى اثـيـوبـى مـش فـارقـه
كـلـنـا بـيـجـرى جـوانـا حـبـك الـغـالـى عـلـيـنــــا
وكـنـا لـمـا بـنـشـرق ولا بـنـغـرب جـوا صـحـاريـنـا
كـنـت انـتـا الـشـاطـىء الـلـى بـيـنـاديـنــــــــــــا
والـمـرسـى الـلـى بـتـرسـى فـيـه مــراكـبـنـــــا
وفــى مـرة مـن الـمـرات بـعـدت عـــنــــــــــــــك
لقيت نفسى عليك بتنادى وروحى ليك بتسبقنى
ولقيتك بتلـبى نـدايـا وكأنـك حاسـس بالى جـوايـا
بــس عــــــنــيــــــا وقــفــت ومــتــعــجــبـــه !!
مـــن الـلـى كـــــــان جــواهــا شــيـــفــــــــــاه
شــايــفـه صـحـراء جـرداء انـعـدمـت فـيـها الحياة
من شدة الشمس علـيـها غزلت خـيـوط تحمـيـها
لـكـن الـهـوا عـبـث فـيـهـا وقـطـع كـــل الـخـيــوط
وقــــفــــت رمــــالــهـــا ورفــــعـــت أديـــــهـــــا
تــطــلــب مــنــك الــعــطــف والـرحــمـة بــيــهـا
وأنـك تـوافـق تـروى تـجـاويـف وتـشـقـيـق جـلدها
طـلـبـت انـك فـى مـرة تـحـس بـيـهـا وبـظـلـمـهـا
ووقـفـت انـا مـرسـال عـلـشـان أوصـلـك طـلـبـهــا
بما انك أنت ليها جار والنبى وصى على سابع جـار
دلـــوقــتــى أنـتِ صــاحــب الــقــرار والأخــتــيــار
وقــف الــنــيــــــل مــتـعــجـــب ومــحـــتـــــــــار
قــال ســهـل أوى أنـى فـى ثــوانــى أرويــكــــــى
وسـهـل أنـى أداوى تــشــاقــيــق جــلــــــــــــدك
وســهــل أنــى ألــون لــونك الأصــفــر بــخــضـــرة
بــس قـولـيــلـى مـيـن الـلـى حـــ يـحـمــيـكـــــى
لـمـا الـعـدو يـبـور أراضـيـكى ويقتل الزرع اللى فيكى
لـمـا تـلـقـى لـيـكـى حـــد صـاحى عـنـده ضـمـيــر
يـــجــى يــحــمــى ويـــعـــمـــر ويـــبـــنــــــــــى
يــجــى يــخــاف عــلــى حـــقــك وحــقــــــــــــى
أبــقــى تــعــالــى وأطــلــبــى نــقــطــة مــيـــــاه
وأن مــلـقـتـيـش يـبـقـى مـتـسـتـهـلـيـش الـحـيـاه
وبــكــرة لــــــــو زاد الــــحـــمـــل عـــلـــيـــــــــــا
حــتــبـقــى الـحـرب مـش بـس عـلـى الــحــيــــاه
الــحــرب حــتــبــقــى عـلـى نــقــطــة مــيـــــــاه
ليست هناك تعليقات