دمـوع الــورد ، بقلم / عبد التواب عطيه‏

دخلت يوما إلي بستاني الــــــــــــــــــوارف

علي أريح قلبي من جرحه النـــــــــــــــازف

ليهداء من حزن كاسح هادر عاصـــــــــــــف

فوجدت نفسي أقف امام وردة جــــــــــورية

متفتحة الأغصان أرواقها نـــــــــــــــــــــدية

نظرت أليها مطولاً علي أريح نفســــــــــــي

وأن أتنسم من عبيرها ليطيب همســـــــي

برغم ريعانها وتفتح أوراقــــــــــــــــــــــــها

وجدت قطرات من الماء تبلل عـــــــــــــودها

كدمع يتساقط فوق خــــــــــــــــــــــدودها

فسالتها ما بك يا وردتــــــــــــــــــــــــــــي

قالت الأحزان أجرت عبــــــــــــــــــــــــرتي

والهموم ذبحت أوردنـــــــــــــــــــــــــــــي

فنالت الأسقام من كل بنيتــــــــــــــــــــي

ففاضت دمعتي وأهترئ كيانـــــــــــــــــــي

فرافقني السهد والنوم جفانـــــــــــــــــــي

والغيوم القاحلة ملئت سمائـــــــــــــــــــي

وكسرت داخلي أملي ورجائـــــــــــــــــــي

فكثر داخلي الهم حتي أدمانــــــــــــــــــي

فسالتها لم كل هذه الأحــــــــــــــــــــزان ؟

قالت ألم تري الغل ملئ المكـــــــــــــــــان

فأصبح الجفاء رمزا وشعارا وعنـــــــــــــــوان

فقلت أتيتك اليوم ضيق الصدر مناجيــــــــــا

علي أتنسم من رحيقك عبيرا شافـــــــــيا

فقالت أذهب عني فقد مللت منكـــــــــــم

ضاقت نفسي بذنوب وجرم أتيتــــــــــــــم

فأرحل عني اليوم مختارا راضيـــــــــــــــــاً

فاني اوثر البقاء هنا وحيـــــــــــــــــــــــدة

أعاني آلاما وأحزانا عديـــــــــــــــــــــــــدة

لا يشاركني في معاناتها أحـــــــــــــــــــد

أعاني هما باغصاني وأوراقي أتقـــــــــــــد

فأغرب عني ودعني أعانـــــــــــــــــــــــي

عل الموت يريحني مما أعتــــــــــــــــــراني

وأبحث عن متنفس لهمك بعيدا عنــــــــــي

واملئ قلبك بالأماني والتمنـــــــــــــــــــي

فغادر بستاني إلي أرض جديــــــــــــــــــدة

تجد بين أركانه ورودا سعيــــــــــــــــــــــدة

فأن وجدت فتذكر وردتك الذابلـــــــــــــــــــة

التي عانت آلاما وجروحا هائلــــــــــــــــــــة

فمن اليوم لن تنقطع دمـــــــــــــــــــــــوعي

وأدعو أن يزال الوجع من ربــــــــــــــــــــوعي

فحتي ذلك اليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم

سيجافيني حتما النـــــــــــــــــــــــــــــوم

دمـــــــــــــوع الــــــــــــــــورد