أحدث المواضيع

همسك أمي *3* ، بقلم / حورية ميلك

حياة فتاة بسيطة تحلم بالحب كالاخريات ، في مثل سنها ، ألتقت شاب أحبته بجنون فخذلها ... جعلها تفقد ثقتها في الشباب ، حينها تمنت لو أنها تلتقي رجل في سن والدها الذي غادر الدنيا .... أصبحت هذه الافكار تداعب عقلها الساذج ...

تعرفت على صاحب محل بمحض الصدفة وتوطدت العلاقة وجدت فيه الصفات التي تبحث عنها برغم أن شكله ليس كما حلمت به ... كلامه آسرها ودق قلبها ..

توفيق رجل مطلق .. خطبها من أخيها لكن رفض هذا الاخير لسوء سمعته التي كانت حياة تجهلها ... هو رجل لعوب وزير نساء ...

يعد شهر اتصل توفيق وطلب من حياة ان تقابله لأمر مهم وافقت وذهبت خلسة

ابهرها بكلماته وانه لا يستطيع العيش من دونها وأنه جهز بت ليعيشا معا .. وسيعاود الكرة في طلبها حتى يوافق الاهل ... استدرجها للبت ليس ببعيد عن المحل وهي دون ان تدري وبسذاجتها المعهودة دخلت بيت الذئب بمحض ارادتها في اعتقادها لدقائق فقط ليريها الجنة ، فوقع مالا تحمد عقباه ، طمأنها بأن لا تقلق سيفعل المستحيل ليتزوجها وربما ماوقع سيساعد على الموافقة لو تحتم الافصاح ..

اختلطت عليها الافكار وحالة الحزن والدمار ام فرحة للعيش والاستقرار ...

مر شهر وشهرين وثلاثة اشهر ... توفيق لم يظهر .. وهي بدأت تشعر بشيء غريب في احشائها وخوفها يمنعها من التأكد .. اكتشفت أنها حامل .. لاحولا ولا قوة الا بالله ..*** يارب ماذا افعل ؟؟ !!

واجهت توفيق بحملها فتنكر لذلك وقال لها وما ادراني أنه مني قد يكون من حبيبك الأول أنا لا أثق بفتاة تسلم نفسها لرجل غريب ولأول وهلة .... كلامه كالصاعقة وقعه ...اتجهت الي اهل توفيق وقصت عليهم فاخبروها ليست الاولي وهو مرتبط بأخرى سيدخل بها بعد شهرين وهي حامل وستضع حملها قبل الدخول سكنها الحزن واصيبت بالخيبة والخذلان .. لم يكن امامها حل سوى الاجهاض حاولت بكل الطرق لكن ارادة الله فوق كل شيء ... اصبحت تلبس الفضفاض من الملابس لتخفي الفضيحة ... في الشهر السابع اخبرت اختها وطلبت المساعدة ولكن الحل ان تترك البيت وتستقر عند قريبتها في المدينة المجاورة حتى تضع مولودها

جاءت ساعة الولادة ... سبحان الله وجهه كالقمر ليلة البدر بجمال أمه قبلته حضنته ... سامحني بني لا أستطيع الاحتفاظ بك فأنت خطيئتي في الدنيا والآخرة ... غادرت والدمع يملأ عيناها الجميلتان .. وهي تقول اه لو لم يتنكر لك ابوك لكنت أسعد مخلوقة لوجودك وأُسعدك للأبد ...

ترب جمال في عائلة يسيرة الحال لوزجين لا ينجبان .. عاش بطعم السعادة حيث أمه في حزن وحوج في قرية بعيدة

في يوم من الأيام اكتشف جمال شيء غريب في شهادة ميلاده استخرجها للدخول الجامعي لأن أهله من كانوا يستخرجون له كل الوثائق استفسر عن الأمر تمنعت أمه اخباره وابوه كذلك .. خوفا منهم ان يتركهم بعد أن اسعدهم بملأ حياتهم ... لكن تهديده لأمه بالرحيل لو لم تخبره جعلها ترضخ للأمر

واخيرا عرف بأنه ابن خطيئة ... سامحك الله أمي لما فعلتي بي هذا ومن تكوني ومن يكون أبي ؟؟ ؟؟ !! ....... لما فعلتم بي هذا أصبح كالمجنون وتحولت حياته إلي جحيم ... فكر في الانتحار ولما العيش ووالداه الحقيقيين قد تنكرا لوجوده ... حاول مرارا لكن لم ينجح .... ليس امامه من حل سوا البحث عن والدته في اعتقاده لانها الملامة الوحيدة .... ذهب للمستشفى ومن الارشيف عرف اسمها واوصافها فهو يشبها باختلاف الجنس فقط ....سخر كل الوسائل لإجادها فقط ليلومها ويسألها سبب تركها له وقلبه يمتلأ غيضا وحقدا عليها لأنها دمرت حياته بعد أن كان متفوقا في كل شيء اضحى لا يستطيع رفع عينيه في احد وكأن الجميع يعلم بقصته هي وساوس نفسه المحطمة ......

مرت سنوات ....وقعت صفحة من جريدة قديمة في يد امرأة تعرف حياة وحضرت ميلاد جمال ... ارادت ان تتصل به ثم تراجعت لأن الجريدة قديمة وربما فات الأوان

رمت الصفحة وغادرت ... وهي تسير هبت رياح والصقت الصفحة في ردائها ... تعجبت ثم قالت ربما القدر ... اتصلت توا بجمال واذا به يأتيها مسرعا ربما هي طوق النجاة من الضياع ... أخبرته بالتفاصيل التي تعرفها ومكان اهل أمه ... شكرها بكل المعاني واتجه الي اهل حياة سأل عنها فلا أحد يريد الاجابة وطردوه

لا يريدون اي شيء يذكرهم بتلك العاهرة .... انزوا به احد الجران وهمس له انها في قرية بعيدة تعيش أخر أيامها

لم ينتظر توجه باحثا وبعد عناء وجهد اهتدى لمكان تواجدها ... استعد للقاء المتنظر شاحنا قلبه بالحقد والغل والقسوة اصبح توفيق لا جمال الشاب الرائع

فكر حتى في قتلها والانتحار في نفس المكان ... والشيطان يزوده بالشحنة ....

وحين وقعت عيناه في عيناها الغائرتين من كثرة الدموع والشجن جزنا على مصيرها وشوقها لوليدها .. وخوفا من عقاب الله لأن الزمن قد عاقبها وكفى ... وجدها في حالة مزرية هرمة بعشرين سنة زيادة عن عمرها تلبس رث اللباس ماقد جادت به يد الاحسان في بيت من قصدير يحميها من الشمس والمطر لا غير ... بيتها تفوح منه رائحة عفن الخيبة والخذلان وتهب منه عواصف الاوجاع التي استوطنت ذاتها كل هذا وقع في ثوان مر شريط الالم من امامه فلم يشعر الا وهو يرتمي في حضنها أمي ..... الحمد لله الذي منا علي بلقاك لأمرغ وجهي في تراب رجليكٍ وأقبل رأسك الزاكي ... عقدت الدهشة لسانها وفي لمح البصر مرت كل ذكرياتها الأليمة أمام عينيها

بها شلل لم تستطع فك ذراعيها من احتضان جمال ....

لا تجزع فالله رحمته أوسع

لهمسكِ أمي أسمع وأجمل مافي الوجود أنكِ أمي ........ أحبكِ أمي

ليست هناك تعليقات