أحدث المواضيع

همسكِ أمي (2) ، بقلم / حورية ميلك

ابتدأت حياتها من هنا ، حين تزوجت ، وهي في 20 من عمرها ،برجل غني ارضاءا لوالدها ، ودفنت حبها القديم ،هو يكبرها بنصف عمرها ، حياتها كانت قاسية منذ ولادتها لسوء احوالهم المادية وشجارات والديها ،وهي اسباب كافية لترضخ للأمر الواقع ، عامها الاول من الزواج كان عاديا ، وربما فيه قليل من الدلال وخاصة انها ستنجب ، زوجها اراده ولدا ذكر ... كي يحمل اسمه ويرث ممتلكاته ويكون سندا له في الدنيا ، ويبدو عليه التصميم لكن ارادة الله شاءت أن تكون بنتا وحهها كالقمر ليلة البدر ، لكن ذلك لم يشفع لها عند والدها لم يتقبلها وكأنها خطيئة ، وقال لزوجته انها مطلقة منذ اليوم ... وغادر المستشفى وبقيت وحيدة تعاني الأمرين بعدها عن اهلها وتخلي الزوج عنها دون حتى دفع الحساب ، وحين جاء وقت المغادرة طالبتها المستشفى بالمستحقات لكن لم تكن تحتكم على شيء ، هي في مكان للأغنياء وليس الكل يستطيع التداوي فيه ، حاولت الاتصال بزوجها لاجدوى لقد غادر المدينة باكملها منذ سبعة ايام ، لم يكن امامها الا العمل بتلك المستشفى للتسديد ، مضت سنة وهي في نفس العمل وكان عملها بجد واجتهادا .. ربما تبقى وقتا اطول من اجل ابنتها ‫#‏عذاب‬ # هو اسمها لكن صاحب العمل لم يوافق على بقائها رغم توسلاتها وبكاء الصغيرة غادرت المكان والدمع يسكن مقلتيها والجروح تنزف داخليا لمصيرها اين تذهب لاتعرف احدا لانها غريبة عن المدينة .. وطليقها لم يحاول يوما ان يعرفها على احد ، لأنها كانت رائعة الجمال ويخاف من الأسئلة هل هي ابنته ام زوجته ؟ بحثت كثيرا وعملت في كل شيء من اجل ابنتها التي لاتحمل حتى اسم ابيها استقرت عند عائلة غنية لكن لم يرضوا ان تعيش معهم استقلت كوخا مهجورا ليس ببعيد عن عملها كبرت البنت ،تعلمت ، تأنقت ، تفوقت وكلما ازدادت جمالا ورقة ...أمها تُوهن عضما وهشاشةً من كثر ماعانته حتى بصرها بدأ يضعف .. ولا تستطيع حتى المداواة لتوفر لابنتها ..عذاب ... كانت تكره اسمها وتسأل دوما لما به سميت ؟؟ لكن لا اجابة .. امها لم تكن تدري ان ابنتها ستكون عذاب حقيقي لها اصبحت الفتاة تستعر من امها .. امام صديقاتها وتقول لهم بانها مسكينة تعطف عليها ، لس امام الام الا السكوت وتجرع الألم ومرارة الانكار .. عيونها لاتجف منها الدموع وكأن بهما عشق أبدي ....... كعادتها أفاقت لتصلي الفجر وتحضر فطور ابنتها وتستعد للمغادرة للعمل لكنها لم تبصر شيء ، نادت عذاب ابينتي إلي لم اعد ارى شيء لكن ابنتها قالت لها احسن لتبقي في البيت ولا تخرجي لتعذبيني أمام صديقاتي .... ماأقسى قلبها !!!!... لم تستسلم الأم لعجزها وقامت بواجباتها وخرجت لكنها لم تكن تعرف أنه أخر يوم لها في الكوخ .. تاهت في الطرقات لم تهتدي حتى لعملها من شرودها .. وكل من يسألها اين تسكنين أين ستذهبين ؟؟ تقول لا أدري وكأن ذاكرتها مُسحت .. لا حولا ولا قوة الا بالله .. قول كل من يراها ... صادفها شاب فرق لحالحها واخذها لإلي بيته حيث كان فاقدا لوالدته منذ شهرين فقط .. بعد هدوئها واستئناسها حكت له كل شيء عن حياتها ... واشمأزت روحه من تصرف ابنتها اكثر من زوجها .. ترجاها أن تكون والدة له ولن ينقصها معه شيء ... بقيت معه راضية وشاكرة لرحمة الله يرزقك من حيث لاتحتسب ... عذاب لم تكلف نفسها حتى للسؤال عن امها وكل من سالها اين المسكينة تعودنا رأيتها تقول لقد رجعت الي مدينتها .. هذه الفتاة كأنها خلقت من حجر .. مرت سنتين الأم تنعم بالحياة ... لكن لم تنسى ابنتها ، كانت تطلب من ... رفيق .... البحث عنها ... البنت كانت تسرق كي تعيش في نفس مستواها .. .. ، وشاءت الصدف أن تلتقي برفيق هو المدرس الجديد في نفس الجامعة اخبرته ان اسمها أمل فأخبرها هو نفس اسم امه فأسرته في نفسها لانه اسم امها هي كذالك كان يحكي لها عن أمه أمل وهي تنسج القصص عن حياتها الزائفة .. ، لكن في داخلها شيء بدأ يتحرك كلما وصف أمه هي نفس أوصاف امها ونفس ماعانته .هو لم يخبرها الحقيقة بل أخبرها بأن أمه تطلقت وعانت من أجل أن تربيه .. واصبح قلب عذاب يتحسر ويتألم كل يوم أكثر كانت تتمنى ان تخبره الحقيقة لأنها أحبته وأحبت نبله وبره بوالدته .. كم أصبحت لياليها طويلة بعذابها ...وصحو ضميرها .. كانت تصحوا مفزوعة ... وتنادي على أمها ... حتى جمالها أصبح شاحبا وعيناها غائرتين وكلما سألها رفيق مابكي حبيبتي هل أنت مريضة ؟؟ تجيب مرهقة قليلا في الدراسة ... قررت أن تصارحه فقال لها إذا أنت عذاب لقد بحثت عنكي كثيرا رغبة من أمي أمل .. أخذها توا اليها خجلة دامعة وارتمت في حضنها سامحيني أمي .... قبلت رأسها انتحبت مطولا .... فانظفأت شمعة عينيها وأخر شيء رأته وجه أمها المنير .......

لهمسكِ أمي أسمع وأجمل مافي الوجود أنكِ أمي ........ أحبكِ أمي

ليست هناك تعليقات