( اليد واللسان ) بقلم /أسعد أبو الوفا
كان تجري به السيارة بسرعة مذهلة في قلب الصحراء ،والطريقُ خالٍ ، يقول لسائق سيارته بصياح :اضغط بنزينًا؛ فالوقتُ ضيقٌ ،وموعدُ التصويرِ يقتربُ ،وينطلق السائقُ بسرعةِ الريحِ فقد كانت كلماتُ الرجلِ له كجَلدِ السياط .
تجري السيارة مندفعة ً بلا هدى وفجأة يظهر طفلٌ في الطريق، وهو ما زال يصيح في سائقه بعد أن اتصل به مخرج البرنامج ليعلمه أنه تبقي على البرنامج وقت قليل،يرتبك السائق ويحاول تفادي الطفل لكن بلا جدوى.
يسقط الطفل أرضًا مضرجا في دمائه ، تنحدر السيارة يمينا ويسارا ثم تتوقف ،تأخذه الشفقة ينزل من السيارة وبه كدمة في وجهه ورأسه أشعث وقد سبقه السائق إلى الطفل ليجده حيا .
يصيح السائق في المذيع :افعل شيئا ،أنسيت مهنتك ؟انغمست في المال والشهرة والاستهزاء بالناس: كبيرهم وصغيرهم، قائدهم ومقوديه ،افعل شيئا يا دكتور أنقذ الطفل الجريح أرجوك افعل شيئا للطفل.
يخرج محموله بيد مرتعشة ،يبحث في محموله عن أرقام المستشفيات أو عن أرقام أحد أصدقائه من الأطباء فلا يجد إلا أرقام مخرجين ومصورين وأصحاب شركات كبيرة.
يقول للسائق: لاأجد أرقام محمول لأحدٍ من الأطباءسوف نبحث عن مستشفى قريب ، فيقول السائق له وهو يحتضن الطفل :لقد ضَّيعت نفسك واستبدلت جلدك ولم يكن همك إلا جمع المال...الطفل التقط أنفاسه الأخيرة وأنت نسيت أنك طبيب.
ليست هناك تعليقات