حوارية تباري الحروف .. شعر مصطفى الزيات
حوارية تباري الحروف
الجزء الثالث
شعر : مصطفى الزيات
قالت :
عذراً ياقصيدُ
إني بنيتُ
لك تمثالا
مخبوءًا
بينَ
حواف نخلٍ
تزيّن أعشاباً
من حطب
يغزلُ
عروشاً خاويةً
من وجع الضوء
فيبوحُ القلمُ
لهذا المساء
بممر
يسلب منا الفراغ
تمخطنا
العزلة
دون سؤال
....
قلتُ : ...
أعاتبُ القصيدة
حينَ تعاندُ
صمتَ الكلامِ
وحين يبوحُ
المعلّمُ
الذي يرتجيها
و حينَ يناجي
النورَ الظلامُ
أيا وحي روحي
على الحائرين
وهدى
للعِطَاشِ
والمذنبين
إليكم جميعاً
كتابَ سلامٍ
وحرفاً ندياً
وعشقاً عتياً
وقلباً نقياً
ونصلاً تكسّرَ
بجبنِ الأنامِ .
كتابي إليكم
هدى في الضلال
وروحاً ستصفو
عند الخصام
قالت : ...
منذ زمن
وأنا أتعطّشُ
لنثر وديعة في رحم
نداء .
يخرج بين الضلوع
يطفئ شوقي إليك
حبيبي .
الحروف هنا
ماهي الا لغة
تكتب على
ورقة ممزوجة
بكيان أنثى
جابت الأرضَ
شرقا وغرباً
أستجدي حلمًا
يضئ أغوارَ
وجدي وتعتصمُ
شفتاي بتلاوة اسمك
فلا شئ سوف يكتبني هنا
إلا إيماني بأن
رسائلي ستصلك يوماً
كلها شغف من ضوء عينيك........
وأنا كأرض تشقق
ريقها من غياباتك
قلتُ :
وأنت تعتصرين القلب
الذي ربما رحل بعيداً
علََّهُ ينتمى
يومًا إلي مدينتي
و أنا أقاومُ
غبارات الاستجداء
بزواية منى
وهي تتفوّقُ
على مراسم أبجدياتي
لتعلنَ عصيانَها
وتقف يوما
تحت إبهار الأنا
عندما تجدك
و أنتِ تبتسمين بغياهب
أحضاني العطشى
-------------
مصطفى كامل الزيات
ديسمبر 2012
ليست هناك تعليقات