ألف مبرووك الشاعرة فاطمة لفوزها بالمركز الثاني

 

ألف مبرووك الشاعرة فاطمة لفوزها بالمركز الثاني في المسابقة الأدبية لمجلة رؤية قلم الثقافية

عن قصيدة

"" 24 ""

عِشْقُ الشّيبِ

(للمسابقة)

----------------------

حار فيه الفؤاد حين هواهُ

وتوَلَّت نسائم الحب غَضبى

يا شجونا طوَيْتُها وهْيَ حرف

جاوَرَت نبضي تسْكب الغَوْث سَكْبا

ساق للحزن كل أحلام قلبي

كيف أسعى نَيْل الرِّضى منه قُربا

خامَرَت نفسي رَنَّة من زفيرٍ

حَشْرَجَتْ فيه الروح شرقا وغُرْبا

خِلْتُ أن الصبر الجميل لِباسي

ما حمَى دَمْعُ الجَفْن يسْقينِ كَرْبا

كلّ ما أُلاقيه في الصَّبْر صَبْرٌ

فاح بالصدق والوفاء و أرْبَى

أبيضٌ مثلُ الثّلج يعْلو الأماني

يَسْتَبيحُ الصَّفا ويَزْخَر حُبّا

هل رأيْتُم سَناهُ حين تَبَدَّى

وجْهُهُ السَّمْحُ يَنْشُر النّور كَسْبا

زَرَّ عَنْ شَمْلَة الغُيوثِ فُؤادي

يَنفُضُ الرِّيح من دروبي قَطْبا

إن تبَرَّجْتُ بالسَّحائبِ يوما

ماسَ عُرْجُونُ الأرضِ وازدان رَطبا

لستُ أنسى هَتْفَ الأصيل بصُبحٍ

راق في حُضن البدْرِ إثْرَهُ عُتْبى

رَوْضَةٌ قد رَنا لها العُمرُ زهرا

رَقَّ لَيْلي وطاب رَشْفُهُ عَذْبا

ليتني طائر على الأيْك يزهو

كالثُّرَيَّا تُضيءُ في الدَّرب غُربا

لم أعد في ظلِّ السُّجور رِهانا

يسقِني كأسا خَتْمُها الشَّهْدُ لُبّا

من وراء الغيْب الأصَمِّ الغَريب

يأْتِني الواشي يُشعل القلب حربا

غير أني للريح دِرْعٌ مَتين

لا أُبالي مهما طوى السَّمْعَ كِذْبا

رُبَّ طيْف نِيطَتْ إليه الظُّنون

صاغَ في كَفِّه الهَجِيرُ وَهَبّا

أُخمِدَت نار الحَزْمِ تَرْجو دلاَلاً

يُوقِظُ الشَّوْقَ في سمائي رَكْبا

جَفَّ من عَيْنَيَّ الكَرَى حتى تَناءى

بين جَفْني والغَمْضِ نارا وشُهْبا

حَبَّذا عِشقُ الشِّيبِ، مَهْما الشَّبابُ

راحَ، فالقَلْبُ في شبابٍ تَرَبَّى

والزمان السَّالي يزيد الوريد

نَشْوَةً .. كالعبير فوْحا ودَبَّا

فاطمة امزيل

سفيرة المحبة