عَيْـنُ القَرابِيـنْ ، بقلم د، صفية الودغيري

هطَلَتْ من كلِّ صَوْبٍ عَيْنُ القَرابِينْ

وهَوَتْ من كُلِّ فَجٍّ سُيولُ المَظالِـمْ

وتَداعَـى أصحــابُ المطامِـعْ

أَنْشَـدُوا بصـوتٍ واحِـدْ ..

رَتَّلُوا التَّواشِيح .. صَدَحُوا بالمَواويلْ

أقامـوا حَوْلَنا أَسْـوارَ الحـُدودْ

شَيَّدُوا القِلاع .. أقاموا الحُصونْ

أَغارُوا على أَحْلامِنا ..

انْتَهَكُوا حُرْمَةَ الدَّارْ ..

اسْتَوْطَنوا أَرْضَنا ..

اقْتَلعُوا أَشْجارَ الزَّيْتونْ

واقْتَلَعونا منَ الجُذورْ

سرَقوا أفراحَـنا .. زَرَعُـوا أَحْقـادَهُمْ

أَجْهَضُوا أَرْحامَنا ..حَصَدُوا الـرُّؤوسْ

وَئَـدُوا وَليـدَنا المُنْتَظَـرْ

ونحن .. أين أَصْواتُنـا ؟؟

لقد ارْتَجًفَتْ في حَناجِرِنا صَرَخاتُ النُّوحْ

ولم يتبقّـَى إلاَّ لَطْـمُ الحـِدادِ

آثـارُ نُدوبِـهِ على الخُـدودْ

وشَمَـتْ صُدورَنا الخـُدوشْ

بسطوا جناحهم على أَعْشاشِنا كالنُّسـورْ

أين هي العَواصِمُ والدُّورْ ؟؟

ما زالَتْ أَرْضُنا مُحْتَلَّـةً منذُ عُصـورْ

غَنائِمُهـا في أَيْـدِي المُغِيريـن

مَلأَتْ أَفْواهَهُمْ أَتْخمَتْ بُطونَهُـم

وما زالوا يَدَّعونَ الفَقْرَ والجُوعْ

ونحـن .. أين أحلامنـا ؟؟

ما زالت تتَوسَّدُ ريشَ الحَمائِمْ

والثَّرى ضَجَّ بين أَشْداقِ الرَّدَى

كالقرابين صِرْنا فِداءً للمُسْتَبِدِّين

تَحالفُـوا علينا في الرَّزايا

اسْتعارُوا وُجوهَ الحَمائِمْ

هكذا حالُ ذَوِي المَظالِمْ

هم في الجُرْمِ يتَخَبَّطونَ في رَحِمٍ واحِدْ

إذا جاعوا طَعِمـوا من نفسِ الوَلائِـمْ

إذا ظَمِئـُوا مَلَئـُوا الأَقـْداحَ

سَكَرُوا من المُدامِ حتى الثُّمالَة

والــدَّمُ واحِــدْ ..