يقول لى شجر المصابيح التى أثمرت فى بساتين أيامى ، أنى سوف أمتطى النسيان و أهجر كل ما سعيت إليه فى صحراء الزوال فى رحلة قوافل الشتاء والصيف ، وأترك موعظة ما قرأت على رمال عاد و ثمود ، ما الذى يجعل الحلم يستوطن الواقع و يمحو تلك الذاكرة التى تعطرت فى ظل الوسواس القاهر لأهل أصحاب الكهف ،،، هل تُرانا سنغفو و نحن فى كهف الحياة لنستيقظ على أمل العطاء ،،، و أسعى إلى الذى أدهشنى فى رداء الطين الذى منه خلقت ، و إليه أعود ، وهل كنت أنا الذى تحدثت فى المهد لأذكر الرب فى بكائية الدخول لتلك الدنيا ، فأجد مرثية البكاء تتكرر عند خروجى المرصود منها ،،، فتبكى الخلائق ، و كنت أنا الذى أتمثل بالمسافة الفارغة فى الروح العالقة على جبين تلك الأرض ، و ارى هذا الدال على الوالد و المولود و القلق المترامى و الأسئلة الأخرى ، لا تجيب على الوجود إلا بطرح أسئلة تدخل تارة أخرى خلف باب المحظور ، من منا سيرى نفسه و هو فى رحلة الموت ؟ ؟ !! و أى كلمات أستقى منها هذا الشرر المتصاعد من إفتتاح المرغوب فى عالمى ،،، و الممنوع من الرؤية فى عالم الغيب ، سأترك الحيرة فى وحدتها و أتقمص ما تلانى من رؤى ممنوعة بــ (كشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) ، فأرنو إلى ما الذى يدعونى للأنتظار حتى أرى الجسد يرقد على الجمر ، و أرى الصلاة التى كنت تاركها تُصَلىَ عَلَى ، و أرى الخلائق تدعو بمغفرةٍ من الله ، و أرى يدى العاجزتين عن الإستجابة لأمرى لترتفع إلى السماء و أردد اللهم أمين ، ما الذى سيحدث لى بعد أن ترمينى يد الموت بالإحتضار ، و حشرجة صوت القبر وهو ينادينى ، فتصاب الروح بالهلع من هذا السفر الطويل و الزاد قليل ، فأرى القارىء يردد فى عظات النور و ( كشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) ،،،
و كشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ، بقلم / عبده جمعه
مراجعة بواسطة Unknown
في
11:12:00 ص
التقييم: 5
ليست هناك تعليقات