قصــــــة قصــيـرة بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي ((( عودة عصفور الجنة ---- !! )))
----------------------------------------
((( عودة عصفور الجنة ---- !! )))
" عودة عصفور الجنة ---- الي الأرملة الحســـــــناء --- و تبقي الزهور تضحك ----- !! "
بعد ان غاب زوجها ورحل عن عالمها الرومانسي ظلت تتوشح بالسواد في حداد أبدي ----
و فجأة رأت في منامها أنها تسقي الزرع و تطعم الطير فهبت من نومها فزعة قلقة وراحت تفكر في حياتها بين حزن و أمل و تارة عزلة و اقبال ---
ثم عاهدت نفسها ان تتوقف في شرفتها التي جعلت منها روضة يؤمها الطير و الزهر و الناظرين الي الأفق الرحب و هي تتوقف حائرة متسائلة :
فهل تستسلم لواقعها و حياتها الراتبة ام تهرب الي الذكريات --- و كثيرا ما كانت تقف في شرفتها تراقب صدي الايام في هالة من النظرات الشاردة دوما نحو السماء و تناجي القمر و تعد النجوم السابحة في الفضاء ----
و أمسكت بدفتر و قلمها الرصاص تسجل لحظات الشروق و الغروب و تحاسب نبضات مشاعرها الهامسة الي صمتها المتابع لها كظلها الذي يحرسها يمنة و يسرة في مصاحبة التوأم
و ذهبت الي سوق المدينة و أشترت قفص فيه عصفورين و كم من المكعبات التي تضم ازاهير من شتي الانواع و الالوان و نسقتها في شرفتها الأنيقة و علقت قفص العصافير و قضت وقتها بين تغريد العصافير و رحيق الزهور تنثر الماء عندما تشتد الحرارة و ليلا تشرب فنجان الشاي المفعم بالهيل و تستمع الي اغاني فيروز
و تقرأ روايات الابداع العربي و المترجم و تكتب خواطرها رحلة حصاد يومية ----
وذات مرة نسيت باب قفص العصافير مفتوحا فخرج العصفور هاربا من محبسه فهرولت و اغلقت الباب بسرعة و تبقت العصفورة وحيدة و عزفت عن الغناء حزنا علي فراق أليفها أيضا أضف الي حبسها و كانت ترتضي ذلك و ترسل تغريداتها ليل نهار و أصابها الوجع و غصة وحسرة علي ذاك الحرمان ---
فقالت تخاطب العصفورة :
لقد رحل عصفورك الشادي مثلي و تأرملت أنا و أنت فماذا أنت فاعلة أيتها الثكلي ؟؟؟!!!
ثم نامت عند القيلولة بعد أن وجدت العصفورة لا تأكل و لا تشدو و أنتابها ألما كاد أن يأذن برحيلها بين حين و أخر و لا تشتكي فكبتها يؤلمها و يعذب صمتها هكذا ----- !!
و عندما استيقظت من نومها قبيل الغروب مع وقت الأصيل شاهدت العصفور يقف علي باب القفص مغازلا عصفورته الحزينة يريد ان يدخل محبسه بعد أن شعر بالخجل و الندم من تصرفه الأحمق ---- !!
وسمعت وشاهدت حوار العصافير في عتاب رقيق ففهمت الدرس ---
ثم راحت وفتحت الباب و اطلقت سراحهما الي الفضاء و نظرت اليهما و هما علي شجرة مقابلة لشارع مسكنهما و هما يحلقان طربا ورقصا وحبورا
فقالت لنفسها :
انهما من بقايا ملامحي في الحياة سأسعدهما من الآن ----
و اكتفت بتنسيق الزهور و قالت لم و لن احرم زوجين بعد هذا من الحب العميق
و كتبت روايتها الواقعية بعنوان " ( عودة عصفور الجنة ---- الي الأرملة الحســـــــناء و تبقي الزهور تضحك ----- !! "
ليست هناك تعليقات