أحدث المواضيع

شجرة الحنين ... بقلم / الأستاذة ايمان حسن

شجرة الحنين 
2/4/2017
ما أرى فيك سوى قلبك ..منذ أنت إنسانا بالكون .. الشجرة البهية العملاقة التي لم تطعمني ثمرة , أرتكن بها مجرد أن يبزغ الفجر , كنصيحة العجوز قارئة الفنجان بقريتنا , لم أحط خيفة من تكويمها الحصوات بكفيها وإلقاءها متفردين , بمحازاة قدميها .. ثم تخبرنا أن من يلحق بزرع قلب بساق الشجرة الآراكية الضخمة , سيضع الحب بكفه قلبا الماسيا كنجم منعكس الظلال في صقل مرآة , لا تحوط به الشمس عن الإرتماء تكبرا وجفاء , تقطف الطين عن أرض تسير بها الخصيب لتفترش طمي النور من غير ملل .. ثم تبث الطين فوق الجذور , لأنه مادة الإلتصاق الصلب , لم أفهم ما تعنيه سوى أنني أهرع كالصبايا والصبيان تجاه الشجرة , أتعلم الصحيان مبكرا عن صياح الديكة , لأزرع قلبا , في غربتنا جميعا بالقرية نعود , ليبحث كل منا عن قلبه , فيبتسم الطبيب عن جهلنا المورث , فيضع سماعته بقلب مريض ليستمع نبضاته وحال المريض يشهد أن قلبه محفور بالشجرة الضخمة , والسمع حاسة لم تخيب , لكننا تسيرنا خطوط كالتي اشتبكتنا من حرير قاس .. أشبه بطيور مهاجرة تجوب الشتات .. فتعود بعد هدأة الأعاصير والرياح , ونعود نحفر قلبا وإن تاه مع القلوب , عله يزرع حبا من شجرة الحنين.
قلم ايمان حسن

ليست هناك تعليقات