البينو.. لا يعادي الشمس .... بقلم / الشاعرة ايمان حسن
27/3/2017
اقتربت منه مدرسته لتجلسه بعيدا عن المصباح المشع بعينه .. شعر بالحرج .. يرف بجفنيه خزيا من زملائه الذين ينادونه " عدو الشمس " في حصة التعبير كتب لهم الأستاذ سؤالا بالتعبير لو كنت أمام جماهير غفيرة ماذا تحدثهم عن نفسك .. امسك المايك واقترب بثقة وارفع رأسك ثم وجه نظراتك بالجماهير بأعلى رؤوسهم وعلق نظرتك المعلقة بشئ ثابت غير متغير , به صمود وكبرياء .. لا يشعرك بالتموع .. أو يبعث بنفسك اضطرابا ويحرك فيك ربكتك أو دهشتك .. تشعر أنك لو استندت عليه يحتويك .. يخبئ بك خيبة الحياة .. ودمعة من فقدان الأمان .. وراحة تمنح الصدر أنفاسا مثلجة .. أثناء الشرح بدأ طفل الألبينو بالكتابة ثم رفع يده أنا كتبت يا أستاذ .. فسمح له بالقراءة عند السبورة .. قرأ الطفل رافعا رأسه مستجمعا ذاته من شتات ووصمة " أنا اسمي زياد وليس عدو الشمس .. وإن أزمتي جينية بالجلد كما ترون .. وما أظن أن النور يُرى بالجلد .. ولا أعادي الشمس او تعاديني .. وإن كسرت عيني لها قليلا فأتنفس ضوءها .. فيمتزج بكياني ويدفئني .. في وقت لا يشعر بوجودها اصحاء ويغلقون نوافذهم وقلوبهم .. وينامون نهارا ويستيقظون ليلا .. أنا لا أغيب عن مدرستي في وقت يغيب كثيرون لعبا .. وأضبط منبهي صباحا لأخرج للحياة .. واقول للشمس يا شمس أنا لا أعاديكِ وأقول لكم أن أسمي زياد .
قلم ايمان حسن
ليست هناك تعليقات