أحدث المواضيع

مجلة رؤية قلم / أين اللحم ؟ / بقلم / الكاتب القاص / عصام سعد حامد / تحياتي وفاء غريب.....



أين اللحم ؟
تقبل الجزارون الفكرة. وأصبح التقسيط هو الحل, طوق النجاة المتوافر. وإلا باتت لحومهم معلقة. أو بارت في ثلاجاتهم. وقع المشترون إيصالات الأمانة للجزارين. 
 في الأسبوع التالي. لأسبوع التوقيع من أجل اللحم. ذبح الجزارون, علقوا ذبائحهم... بدأ البيع... في خلال نصف ساعة. باع كل جزار لخمسة زبائن على الأقل... وكأنها ساعة الصفر غير المتفق عليها. وجد كل مشتري. الكيس فارغاً. إلا من رائحة الغالية. التي أشتراها منذ قليل. لم يجد كل مشتري حلاً. سوى الرجوع إلي الجزار. إما للشكوى. أو للشراء من جديد. أو لمجرد ألحكي المأسوي.
 الأمر لدى الجزارين. تعدى الحد. اختفت لحومهم, أصبحت العظام سيدة المشهد. معلقة أمام المحلات عارية. الجزارون في حالة هستيريا. لاختفاء بضاعتهم, ساد الهرج والغضب..., حدثت ثورة داخل سوق المدينة. لا حل لها ولا مطلب. إلا الإجابة عن سؤال الساعة. أين اللحم؟, 
 هناك ثورات نوعية أخرى. كثورة الحريم داخل البيوت. وثورة المحامين. مطالبين المشترين بأقساط العروسة. والقضاة حائرون.. 
 اتجه الجزارون إلى القبلة, صلوا صلاة الاستخارة. أيذبحون هذا الأسبوع أم لا ؟ الناس أيضاً. استخاروا. أيشترون أم يمتنعون؟
الخطباء كلاً من منبره: ( لو اتقيتم. لهطلت السماء عليكم باللحوم ).
البسطاء تسارعوا لسوق التمائم. ليحصنوا أنفسهم وأولادهم ومشترياتهم...,
مفتي الديار: صيام النصارى واجب وطني. على كل مسلم عاقل بلغ الحُلم.
في نفس البرنامج.
 ممثل الكنيسة: أنيبوا إلى بارئكم. تعففوا عن كل ذي روح. لتحل فيكم نعمته. 
الثورجية في ميدان (سوق البهائم): يسقط حكم الجزار. تسقط إيصالات الأمانة,
أعلن زعيمهم:
" لقد خلقنا الله من آكلي اللحوم. وسنبقى من أجلها معتصمين...".
قولوا معي " نموت. نموت. وتبقى اللحمة" 
 المجذوب يجول بالأسواق. بعباراته الباطنية: ( ألم أقل لكم ! اليوم خمر ونساء. وغداً تفقدون سيدة العُرس... ألحقوا لحومكم. التي تكسوا عظامكم وأرواحكم. ألحقوها... )

بقلمي:
الكاتب القاص / عصام سعد حامد ـــــــــــــــ مصر ــ أسيوط ــ  ديروط

ليست هناك تعليقات