مجلة رؤية قلم / الرحيل .... الاخير / بقلم / جمال ابراهيم / تحياتي وفاء غريب.....
الرحيل .... الاخير
رضتِ الوداع و أخلفت بعهودها – يا ويحها قد أنجزت بوعيدها
نفقت عروقي من طويل صدودها - أن الفراق قديمها و جديدها
كانت كأجمل ما تكون حبيبة - سكنت فؤادي والضلوع حدودها
اليوم أخــبــرك الـحـكايـة كـلها – فلك البطولة مشهدا و شهودها
أنت الذي أوصلتني أقصى مدىً – وتركتني في غابتي وأسودها
يا من تصيدون الريام بغـفـلة – أنا كنت من بين الاسود عجيدها
كم كنت أدفع عنك ضاربة النوى – واليوم بعد الموجعات تعيدها
.....
يا من هواك كلقمة في الحلق لا - نزلت ولا قبل المريء أعيدها
قطعت أوتار الهوى بخناجر ٍ – وأنا على طعن ٍ أصيح أريدها
قـالوا لماذا انت مـفـتــون بـها – قلت انظروا ان الفؤاد يريدها
أني أيُــمـمّ للصلاة بِـقِـبــــــلة – كم مرة نحو الحبيب أحيــــدها
قالوا تصّوف شاعر ٌ قلت اخجلوا - أني الى قطب ٍ أكون عميدها
...
ودعتها والـقـلب لـيـس بــراغب – لـكنــها قـد أفـلـتت من قـيـدها
طارت كعصفور يحلق في الفضا – خوفي عليها فالصقور تصيدها
عصفورتي لا تبـعـدي خطرٌ أرى – وثعالب الغابات تـمـلأ بـيـدها
لا تـأمـني الغـابات كم كلب غـوى – ترك الحراسة سارحا بقرودها
و أسودها ونمورها قد احصرت – ومضى الحمار يؤمها و يسودها
......
ودعت ليلى وانتهت أحـلامـنــــا – يـا لـيـتـني ما كنـت يوما سيـدها
ليلى التي سكنت حشاي ومهجتي – قد غادرت و أنا أحفّ ُ ورودها
يا ويـحها لـو تـرعوي بـوداعـهـا - خـوفي عـليها غضة ..يا عـُودها
وأخاف لو تأتي الرياح فـتـنـثـني – لوْهَـب ّمن عصف الرياح شديدها
وأحـسـهـا مـغـلـوبـةً و تعجلت ْ – وأخاف لو غلب الجوى و شرودها
هي نـخـلة عـنـد الفـرات وجـدتها – فـتـرحلت و بـقى أليّ جـريـدها
فـأنا المواسى في الرحيل لـفـقـدها - يا لـيـتـني قـبل الرحيل فـقـيـدها
جمال ابراهيم
ليست هناك تعليقات