الابداع الشعري كتبه / شاكر صبري
الابداع الشعري
الشعر : هو دفقة وجدانية يخرجها الانسان في حالة من القلق الوجداني والاضطراب العاطفي الداخلي وربما قلنا انها زفرة من زفرات الوجدان مختلطة بالفكر والعقل
ولكن هذه الدفقة تختلف من فرد لاخر ومن انسان لاخر علي قدر وجدانه وفكره وعقله وحالته الشعورية الانسان المبدع يقوم بتنمية هذا الحس وتدريبه وتنقيحه لانه يستشعر في نفسه هذه الملكة او ربما شعر بها غيره فشجعه علي تنميتها والشعور بها حتي يصل الي درجة الرقي فيها
اركان القصيدة الشعرية
ا-اللغة التي يخاطب بها الشاعر جمهوره ومستمعيه وبالتالي يجب ان تتناسق هذه اللغة مع الوسط الذي يناشده ومستوي ثقافته وتكون متناسقه ومنمقه
ب- الصورة التي يرسمها الشاعر من خلال خياله وربما كانت هذه الصورة هي الوحدة الجزئية التي تربط كل القصيدة والا كانت مجرد خرافات او مجموعة زفرات فكرية وجدانية متلاطمة تنفر المستمع منها ولا يشعر تجاهها بالقبول
ج-الفكر داخل القصيدة وهو يختلف من حال لحال ومن قصيدة لاخري ولكن ربما كان هذا الحور هو من المحاور العالية التي ترجح كفة القصيدة وتوصلها الي اعلي الدرجات نك حين تمتلك الجوانب الفنية داخل العمل الادبي ثم ترقي بهذا العمل الي اضافة حالة فكرية
الشاعر يحبذ ان يضيف للوجدان الانساني صورا جديدة وتراكيبا حديثة لكي يصل الي حالة من الاشباع والنشوة عند المتلقي ولكي يصل الي وجدانه
ربما تكون هذه الحالة ناتجة من اللعب بالالفاظ او نتقاء اجلم التراكيب اللفظة او اجمل الجمل والابداع فيها
او استخدام صورة شعرية ربما تكون ملفتة للانتباه
ولكن يجب ان نعلم ان اهم محور هو مضمون او الفكرة فهو اهم محور ينسج حوله الشاعر قصيدته
وينقح الشاعر بعد ذلك في قصيدته ويزيد وينقص فيها علي مر الايام بعد ان يعرف هيكلها وفكرتها فان فقدت مضمونها فمن الصعب ان ينسج حوله فكرا او ينقح فيها
د- قصيدة الطفل خاصة دون قصيدة الكبار تختلف انها توجه العمل الادبي لسن معين علي حسب مراحل الطفولة وبالتالي فالشاعر يجب ان يمتلك القدرة النفسية علي توجيه قصيدته الي هذا السن وهذه المرحلة ثم ان تتضمن القصيدة عالما اخر من التوجيه والتربية او التعليم للطفل ضمن هذا المحتوي الشعري حسب ما يتراءي للمبدع وبدون ان تخل هذه القصيدة بالقيم او تتضمن محتوي يفسد جوانب مهمة في كيان الطفل
الي جانب بساطتها واختيار اللغة المناسبة لكل مرحلة سنية ولوازمها والابداع فيها وصنع تراكيب جديدة فيها لمن اراد الابداع
المراحل التي يمر بها الشاعر :
التدريب والتنقيح والخبرة والممارسة هما اهم ما يعود وجدان الشاعر وينقحه ويدربه لكي يكتمل الابداع الشعري عنده فالشاعر لن يخرج للنور من الفراغ ولكن يجب ان يمتص ثقافات وييملا خياله وعقله بالفكر والمعلومات وويحتاج الي فترة لكي تختمر هذه الافكار داخله ثم بعد ذلك يتعود علي النمط الشعري الذي يراه مناسبا مع كل ما مضي وما يراه مناسبا مع جمهوره
وبالتالي صناعة الشاعر لا تاتي الا من داخله هو لكي يتعود علي ان يخرج ما بداخله وما تتعود عليه قريحته هو ولهذا الشاعرلا يصنع ولكنه يدرب ويوجه
ولهذا قال تعالي " وما علمناه الشعر وما ينبغي له "
وقال ايضا " والشعراء يتبعهم الغاوون الم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون " وفعلا الشعراء يخضون في كل المجالات حسب ما يتراءي لهم خيالهم وما يوجههم اليه فكرهم ومن الصعب ان يحدد الشاعر ما سيقوله دائما ولكنه يلهم ما سيقوله وياتي بعد حالة انفعالية وبالتالي فهو غير ثابت الفكر وغير مستقر علي حال واحد
التكلف عند الشاعر : هل يستطيع الشاعر ان يتكلف في ابداعه من دون ان تخرجه قريحته ؟
بالطبع فان هذا الكلام صعب وحتي لو حاول فان العلم الادبي لن يخرج مستقيما حتي وان خدع نفسه فلن يخدع متلقيه فسيشعر في عمله بنشاذ ونفور او ان هناك امرا غير مألوف وبالتالي لمي يبدع الفنان عموما يجب ان يخرج ما يخرج من قريته هو ومن ما تعود عليه فكره وخياله .
ربما اختلاط الافكار او عدم قدرة الشاعر علي توحيد قدراته الوجدانية تكون من اهم اسباب ضياع الجانب الابداعي عند الشاعر وهو ما يشعر به المتلقي وكلما كان العمل ابع من قريحة المبدع كلما كان اكثر معنا واثراً عند المتلقي
ياتي هذا غالبا بعد ان يتمرس الشاعر ويعرف قدراته وملكته وا اعتاد عليه في الابداع ووقت اخراجه وانسب الاوقات لاخراج ابداعه حتي لو اضطر اليه واستحضار قريحته وتوجيهها
التجديد :
التجديد هو سمة الابداع عموما في كل مجالاته وغالبا ما يكون الفكر هو محور التجديد بالتالي المبدع يجدد ويطور حتي يتمشي مع حال المسمتع والمتلقي والذي يتناسب مع فكره وخياله والا لماذا يكون الفن ؟ وما هو الا امتاع واشباع لحالة عند المتلقي تتمشي مع العقل الانساني وبالتالي لا بد ان تتخلله وتخترقه وتبدع لكي تصنع هذه الحالة لديه والا لما كان ابداعا
دور الوزن والقافية في الابداع الشعري :
لعل الشاعر قديما كان يعتمد علي الوزن والقافية ولا يتم الشعر الا بهما ولكن مع تطور الفكر والانسان ومشاعره والحالة التي يعيش عليها الانسان وعصر البخار والانترنت اختلفت مشاعر الانسان ووجدانه وفكره وما يجول بخاطره وبالتالي تجدد العمل الشعر بل ربما كل انواع الفنون علي الاطلاق باختلاف الحالة الداخلية للانسان وبالتالي يمكن ان يعتمد الشعر علي الوزن فقط ونقول انه شعر التفعيلة اما ما ياتي من شعر النثر فانه في نظري خارج عن النمط الشعري
لان الشعر العربي خاصة يمتلك تراكيبا لغوية وحس مرهف ووجدان متالق لا يتمشي ابداعه الشعري الا بهذا الجانب اما اللغات الاخري فربما تكون شخصية اللغة قادرة علي ان تبدع بهذا النمط لانها لا تمتلك ما يسمي الوزن والتفعيلة وهو من مميزات اللغة العربية خاصة .
وان ظن البعض ان الشعر النثري نمطا هاما من انماط الشعر وان كان عندي هو كلام منثور منمق ربما كان شعرا في لغات اخري غير اللغة العربية لان حالته الوجدانية تتمشي معها
كيفية تحديد الفن :
ان الفن يوجه الي الجمهور وبالتالي حين يتلقي الجمهور الفن بقبول واعجاب بدون تحيز وا مداهنة والبعدعن اسباب اخري غير الفن فان العمل غالبا ما يكون جيدا وكلما كان متلقوه والمعجبون به من العامة اكثر كلما كان دليلا علي عبقرية الفن ونجاحه وتميزه الي جانب النظر ان هناك من يرفض الفن لامور دينية او نزعات او عصبية فهم مستثنون من الأمر .
ليست هناك تعليقات