أحدث المواضيع

(((لا تقضوا مضاجع القتلى))) بقلم / الشاعر فادي شاهين

(((لا تقضوا مضاجع القتلى)))
لا تقُضوا مضاجِع القتلى
اتركوهُم في سكونٍ
تبكيهم الُشموُع
في آخرِ شُعاعِ النورِ
لا تَدوسوا بَقيةَ زُهورِ قُبورِهم
فيبكي الندى احتضار العُشبِ الأخيرِ
لازالَ العُشبُ بانتظارِ
تأويلِ الندَى
يواسي الأرضَ
ما جنى عليها ابناءُها
ريحٌ سَوداءَ تَهُبُ
تنبعثُ منها
رائحةُ موتٍ أزرق
لا بصيصَ نورٍ الآنَ
الكلُ في غمرةِ
ظُلمِة دِمائِهم غارقين
ينهمرُ المطرُ حزيناً
يُنشِدُ أناشيدَ الرحيلِ
في مَعمَعةِ غابةٍ سوداءَ
فَقدت عصافيرَها
شُعاعُ الشمسِ كاذبٌ
ما عادَ يَرسِمُ الفرحَ والنور
والشمسُ صامتةٌ تَستذكِرُ
آخرَ ما كانَ من أولِ عَبثيةٍ
من رحمِ الغيابِ
يَعتلي قِناعٌ مُمزقٌ
وجهَ حقيقةٍ كريهةٍ مقيتةٍ
مِقصلَةُ الموتِ مجنونةٌ بغيضةٌٌ
قَطعتِ الورودَ بعثرتِ الزهورَ مزقتِ الفراشاتِ
نهمةٌ تلكَ الصحراء
تجترُ نَفسها
كأمٍ ساديةٍ تأكُلُ أولادها
يَحلُ الليلُ علهُ يستُرُ جريمَتها في نَفسِها
أيُ معنى لِهذا الجنون
ليُصبحَ الإنسانُ
في انحدارهِ الأخيرِ
كأنهُ صقيعٌ يُحرقُ الحقول
هزيم ُرعدٍ يدوي
في الأرجاءِ
عاصفةُ برقٍ مجنونةٍ
تُسعِرُ سُهولاً ورديةً
نَنظُرُ في الماءِ
لا نَجدُ سوى غبار
ندخلُ كهوفاً يَسكُنُ
في زواياها الوجع
تعوي بها عصورٌ كريهة
لازالَ الموتُ يَشتهي الحياة
نمارسُ طقوسَ اكاذيبنا البريئة
والشاعرُ قد يُتقن
ُ قولَ الصدقِ
يَرسَمُ بحروفهِ المُرهَقةِ سماءً
تجتاحُها غيومٌ سوداء
تحتها أبطالٌ من بغاءٍ
يتراشقونَ سِهامَ الفوضى
مُفرطونَ حدَ الجنونِ بِاغتيالِ الصلصالِ
أبعدُ ما يكونونَ عن
طُهرِ الدموعِِ
أصبحتِ الايامُ كالعُرجونِ القَديمِ
مثلَ عَجوزٍ تائهةٍ مصابةٍ بالهذيانِ
لِنَدخلَ إعصارَ المَرايا
ولنُزيل آخرَ غبشٍ من ضبابٍ
عَلنا نرى حقَيقتَنا
في انفُسِنا
لتكونَ لنا أسماءٌ
وبعضُ العناوين
صَليلُ جليدٍ يَطرقُ سَمعَنا
نعبرُ ليلاً كئيباً بلونِ الدمِ
تَتخَطفُنا زعقاتُ أشباحِ الجَحيم
يَندسونَ في احلامِنا
أنادي الأطفالَ في البساتينِ
يلعبونَ... تعلو ضَحكاتُهم البريئةُ
تَرانيمَ وأجراسَ فَرحٍ
تُفرحُ القُلوب...َ يَتقافَزونَ كالظباءِ
أُناديهم وكُلي جُنونٌ في جُنونٍ
تعالوا الي ...أهرُبوا الي
فَتِلكَ الضباعُ ترصدكُم
من بعيدٍ
يُزَمجرُ نيرُ وَقاحتِها
بلا شفقة ٍبلا رحمةٍ
قتلاً على مذبحِ الضياع
فادي شاهين
.............همس الروح.............
..

ليست هناك تعليقات