ذاكرة مناديل = قصة قصيرة : كتاباتي : آية ماجد -- تحياتي جدو عبدو
قصة قصيرة
ذاكرة مناديل
في أيام أغسطس الحارقة حيث تسجل شمس بلادي اعلى درجات الحرارة تصل الى
52 وربما أكثر،بين تقاطعات شوارع عاصمة ألاوهام...
تتجول ملامح طفولة منسية أنهكتها الايام وأستباحت طفولتها. أولئك الذين لايتعدون
ثمان أعوام بأحلام ممزقة مثل ثيابهم المهترئة،يزينون صباحات المدينة ببرائة أبتسامة
تغفو خلف قضبان ملامح ترابية تنهشها الهموم. رغم ذلك؛ يرى المارة بريق أمل
يتوسد حزن أعينهم.
يبيعون أحلامهم بعلب صغيرة من العلكة وبعض قوارير الماء. أحدهم يسير بجبين لاذع
متعرق وحذاء مثقوب
وفي قدميه يطبع الحصى حكاية "شارع"،يحمل علب مناديل في يد واخرى تحمل
منظف زجاج يتوسط زحامات طرقات تضج بقبحهم. يطرق نوافد غرورهم عله يلقى
رزق يسد رمق "ابويه" فتصفعه أيدي البعض وينهال عليه وابل شتائم من الافواه
الصدئة ،
وقد يستحسنه عطف أحدهم بدراهم معدودة. يعتريه الليل بصمته فينال منه التعب ليرخي
نائما بين أحضان "حلم"
على حافة السلم ينتظر الصباح بلهفة ليعود لأمه بشيء من الطعام.. أستيقظ على فزع
ليجد كل علب المناديل قد تبعثرت من حوله،أغرورقت عيناه بدمع حرقة وتلضى الفؤاد.
نهض بخطى متعثرة... يبكي أم يصرخ لايعلم..
في طريق العودة رأى محل كبير للمواد المنزلية،أخذته خطى الحيرة لداخله فوقعت عيناه
على علب المناديل الورقية،فكر بأمه واخته الجائعة ... بصمت عميق وسط زحام
المارة،أمتدت يداه الصغيرتين فأخذ علبتي مناديل باخسة الثمن ولكنها تعني أطعام
عائلته،حالما هم للخروج
واذا بالايدي تنهال عليه ضربا مفجعا...ويداه مكبلة
تطبيقا "لعدالة السراق".
يد القضاء الفاجرة أصدرت حكمها فغتالت أحلامه.
ولسان حاله يقول:
"أستبحتم طفولتي وهي تحبو
على سلالم فسادكم..
تنهشون لحوم الضعفاء بنهم
ليس لي ذنب سوى "أني جائع"
لم أقتل... ولم أفعل فاحشا..
قيدتموني..وكممتم فمي
وأهلي عرايا جياع..
مطرقة جوركم لبست ثوب العدل
يعلوها حقد وطغيان...
يا "سادة"
تصفقون لعاهركم.....تجملون فساده
وتقيمون حدكم على سارق المنديل".
كتاباتي : آية ماجد
27/8/2016
ليست هناك تعليقات