أحدث المواضيع

صـــــــرخة يتيـــــم.. قصــــة قصــــــيرة .. للشــــــاعرة: فضيلة زميط



صـــــــرخة يتيـــــم..
قصــــة قصــــــيرة ..
للشــــــاعرة: فضيلة زميط

بواقع حياة مرير...تعوّدنا على رؤية ما يؤلمنا...بعدّة طرق، وبأساليب مختلفة، تملامس واقعنا المرير ، قصص نسمعها بواقعنا وبيومياتنا بقصة قصيرة وواقعية...شبهها نثري..
ولزيارة صديق لي.....احدى المقابر.. للسلام على أهلها، وإذا به وهو مارّ على أحدالقبور.....بصوت مبهم وخافت للسمع، رذاذ صوت طفل صغير...فاقترب منه بخطوات خفيفة، فرآهُ بعمر الخامسة وهو مستلقٍ على قبر....بطلب من أبيه النائم تحت التراب: (انهض أبي أيّها الكسول).
فاقترب منه أكثر... ونظر إليه ...وأمّ الطفل تبعد خطواتٍ قصيرة، ثمّ وجّهَ سؤالاً من رجل لطفل صغير:
- مابكَ يابُنيَّ؟ 
هل تعلمون ماكان رد الطفل؟
- عمي...ساعدني على إيقاظ أبي لكي يذهب معي إلى البيت...لأنّ غداً عيد ميلادي الخامس ...وأردتُأن يحتفل معي... 
هي فاجعة للرجل بدموعٌ غارقة.... قرأت...تألّمت ...وبكيت بِصمت أسقط من عيوني كلّ ملذّات الحياة ....
هنا اقف قليلا:
لانهي قصتي ...
وبعد رحيل الولد ... وعودة الرجل للمنزل ، روى لزوجته ماحدث أمام ناظره ، وبعد مناقشات مع زوجته قرر بأن يزور منزل الطفل ومساعدته عاطفيا، 
وبعد ليلة طويلة ومتعبة ، ومع بزوغ الفجر وبعد صلاة الصبح وعلى مائدة فطور متواضعة لشخص مميز،اكتمل قرارهم ، والمضي في طريق يحمل كل خير عاطفي ونفسي ،قرر الرجل وزوجته زيارة الطفل ... ومفاجأته :
نرى في هذا النص ولمتابعتنا للقصة انا هناك شيء مميز نشعره نحن البشر وخلق بداخلنا مهما اختلفت معادننا، وهو الاحساس الدفين منذ الولادة بالعاطفة الجياشة وضعف الشخص امام قهر الانسان، ومع مغادرة الزوجين وبطريقهما للبيت بملامسة قرع على الباب وفتحه ، ودهشة الأم برؤية لم تعتد لها وهو زيارة اشخاص لم ترى ملامحهم، ولا تعلم انه باب من ابواب الجنة سيفتح لها ،ومستغربة في نفس الوقت للزائرين على صباح يشع اشراقة وبيوم جديد بعد زيارة المقبرة ، فإذا بالرجل يخبر والدة الطفل بالقصة كاملة، وبعد برهة صغيرة ابتسمت السيدة الأرملة التي لم تشعر بسعادة داخلية وقرع اشخاص بابها الذي اصبح هو ايضا يتيما، فقررت في لحظة النهوض واستضافتهم على فنجان قهوة صباحي ، مع محادثات رقيقة وناعمة بين زوجة الرجل والأرملة ، وبعد بضع دقائق خرج الطفل من غرفته والنعاس يلوح به هنا وهناك ، 
ماما انا جائع اعطيني اشرب حليبي، نظر فوجد ببيته ظيوفا ، قرر ان يخاطب الزوجين وبي ناداء صوت عالي ، ماما ماما ، هذا صديقي رايته في المقبرة البارحة ابتسمت وقالت اعلم ياولدي ، فلقد اتو لحضور حفلة عيد ميلادك اليوم، ولقد اتو بقالب الحلو الكبير لك ، سعدة الطفل جدا بقالب الحلوى وذهب مهرولا الى الرجل مرتميا باحضانه عمي شكرا لك ، وضع الرجل يده على شعر الطفل ملامسا راسه بحنان كاف وآلم في نفس الوقت ، بني اردت اخبارك اني ومن اليوم وصاعدا ساكون انا والدك وصديقك،فاخبره الطفل لما انا لديا ابي ولقد تحدثت معها البارحة واخبرني انه سياتي لحفلتي،
بعد صمت حزين وقف الرجل واخذ الطفل نحوى نافذة المنزل واخبره بان ينظر الى السماء، فانظر الطفل ماذا ياعمي قال بني: 
ابوك موجود هناك وهو سعيد لك هو موجود بالجنة ويدعو لك بكل خير ويعيادك بميلادك الخامس، بحيرة من الطفل البريء ، كيف يا عمي ، نحن البشر كلنا سياتي يوما ونذهب للجنة ونكمل حياة هناك ولان ابوك يحب الله فلقد اخذه عنده لكي لا يتعب ،في الحياة. 
ولبراءة الطفولة التي نختلق الاعذار بها لانفسنا صدق ما قيل له /
ها نحن نقف على قصة من قصص الحياة اليومية التي نسمعها ونعيشها ونراها ـ

ها نحن نرتمي ونقايض على أقرب الناس إلينا، ولتوافه يوماً ما تتركنا ونصبح من أهل القبور، وما يصحّ لنا إلاّ شبرٌ في الأرض..هذا إذا صحّ لنا... ردٌّ منه .... أعلمني وبصدق قصّته التي يتوجّبُ عليّ إيصالها لكل قارئ، وبأسلوبي الخاص...لعلّها توقظ قلوباً ماتت في زمن قلَّ به إيماننا وثقتنا ببعضنا بعضاً

ليست هناك تعليقات