أحدث المواضيع

((( المعتمد بن عباد - ملك أشبيلية،- ملك ملوك الطوائف ))) بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي -- تحياتي جدو عبدو




تغريدة الشــــــــــــــعر العربي 

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي 

---------------------------------------

((( المعتمد بن عباد - ملك أشبيلية،- ملك ملوك الطوائف ))) 
في الأسير ليلة العيد في سجن أغمات بالمغرب --------- !!

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا وكان عيـدك باللـذات معمـورا
وكنت تحسب أن العيـد مسعـدةٌ فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمـار جائعـةً في لبسهنّ رأيت الفقر مسطـورا
--------------- 
ان حكايات الأندلس الضائع جنة الأرض ذات دروس تاريخية مجيدة من البداية منذ ان انتقل اليها صقر قريش عبد الرحمن الداخل و أسس فيه ملك بني أمية في الغرب حتي فتحها موسي بن نصير و طارق بن زياد و توطيد ملك العرب المسلمين الفاتحين لا الغازين في الغرب في عدل و حب ورفع الظلم عن المطهدين و أسس دولة قائمة علي التسامح و الاخلاق قبل الانحراف عن تعاليم الاسلام و منظومة الأخلاق ------- 
مما حذا بسقوطها بعد زهاء ثمانية قرون و تفكيكها بين صراعات و نزاعات ملوك الطوائف –و آخر معاقلها غرناطة و قصور بني الأحمر ----- 
و تم أسر ابن المعتمد أشهر ملوكها ووضعه في السجن نهاية شاعر فارس ملك حزين و اهانة بناته بعد عهد العز و الشموخ من ابن تاشفين ---
و لم لا فهوالشاعر الحكيم الأديب الذي ينتمي إلى أصل عربي عريق إذ كان من نسل المنذر بن ماء السماء؛ اسمه محمد بن إسماعيل بن عباد، وجده عباد قاضي أشبيلية، ثم قوي نفوذه حتى صار ملكها.
وكان أفضل ملوك بني عباد الذين حكموا أشبيلية. ذكره ابن خلقان فقال: كان أندى الملوك راحة وأرحبهم ساحة. وكان بابه محط الرجال وكعبة الآمال. وله شعر غاية من الحكمة والرصانة والجمال.
وقال عنه الشاعر ابن اللبانة: ملك المعتمد من الحصون مائتي حصن وولد له مئة ولد وثلاثة وثلاثة وسبعون ولداً، وكان لمطبخه في اليوم ثمانية قناطير من اللحم أي قرابة ثلاثمئة وخمسين كليو جراما.
وقد عاش ابن عباد في أيام ملوك الطوائف وهم ملوك تقاسموا الدولة الأموية في الأندلس وحكم كل واحد منهم جزءاً أو دويلة حتى بلغ مجموع تلك الدويلات إحدى وعشرين دولة، لكل دولة منها عرش وملك وجيش ضعيف وكان يعيش بين تلك الدول ملك نصراني متعصب شديد العداوة للإسلام " ألفونسو " وكان خبيثاً نهازاً للفرص إذا رأى خلافاً بين ملكين من ملوك الطوائف غذاه بالدسائس حتى أوقع العداوة بين كثير منهم، ولما رأى ضعفهم وتفرقهم فرض على كل واحد منهم جزية يؤديها لدولته
وفي تلك الفترة، كان حكم الطوائف قائماً، وكان الصراع بين حكام الطوائف دائماً، وقد اكتوى ابن عباد بنار تلك النزاعات، وقد لجأ في آخر فترات حكمه إلى زعيم الموحدين ابن «تاشفين» غير أن الأمور لم تكن كما كان يريدها، فقد أخذ من عزه وسلطانه، وأودع في سجن «أغمات» في المغرب، ثم أخرج ليعيش من هبات المحسنين، وأثناء سجنه في «أغمات زاره بعض بناته في أحد الأعياد، فقال قصيدة رائعة تحكي واقعه المرير -----------
و نتوقف مع قصيدة المعتمد بن عباد بعد زوال حكمه وحبسه وهو يرى بناته جائعات حافيات عاريات في يوم العيد بعد أن كان المعتمد حاكماً في قرطبة ---------- 
و قد جمع حوله الأدباء والشعراء والمثقفين، وعاش في عزة الملك، ورفاهية العيش، وبهجة الثقافة، وحام حوله الشعراء طمعاً في نواله، ورغبة في الاستئناس بمجلسه. 
و بعد الانتصار في موقعة الزلاقة تعقدت الامور بين ابن المعتمد و ابن تاشفين ------- 
وكان أمير المسلمين ابن تاشفين في أول الأمر يحترم المعتمد بن عباد ويقول هو ضيفنا، ولكن نفراً من المغرضين أوقعوا بين المعتمد وابن تاشفين ووشوا إلى ابن تاشفين أن المعتمد يميل إلى الترف ولم يزالوا بابن تاشفين حتى أوغروا صدره على المعتمد فتنكر للصداقة والحلف وأمر بقتل ولدي المعتمد ثم قامت معركة عنيفة بين أهالي أشبيلية وبين البربر انتصر فيها المعتمد أول الأمر لكن الدائرة دارت عليه فأسره جيش ابن تاشفين بعد أن أبلى في الدفاع عن مملكته أعظم البلاء، ونزل المعركة بدون شيء يصد عنه وقع السهام سوى قميص أبيض وقد رماه أحد الجنود البربر بحربة فتظاهر أنه أصيب ثم انقض على الرجل فطوح به وقتله وقد قال في تلك المعركة أبياتاً حين دعاه أحد المشفقين عليه إلى الخضوع والمصالحة فقال:
قالوا الخضوع سياسة فليبد منك لهم خضوع
وألذ من طعم الخضوع على فمي السم النقيع
قد رمت يوم قتالهم ألا تحصنني الدروع
وبرزت ليس سوى القميص عن الحشاشي دفوع
أجلي تأخر لم يكن بهواي ذلي والخشوع
ما سرت قط إلى القتال وكان من أملي رجوع
شيم الأولى أنا منهمو والأصل تتبعه الفروع
ابن المعتمد في السجن : 
--------------------
وقد انتهى أمر ابن المعتمد الي أن وقع في قبضة ابن تاشفين فحبسه في سجن أغمات في المغرب فقيراً مجرداً من ماله، وأظله عيد وهو في السجن فقدم إليه نفر بناته فرأين سوء حاله في السجن والقيد---- 
و تصور قصيدة الملك المعتمد بن عباد بعد خلعه وسجنه في أغمات عمق المأساة و الجرح الغائر فيقول فيها :

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا وكان عيـدك باللـذات معمـورا
وكنت تحسب أن العيـد مسعـدةٌ فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمـار جائعـةً في لبسهنّ رأيت الفقر مسطـورا
معاشهـنّ بعيـد العـزّ ممتهـنٌ يغزلن للناس لا يملكن قطميـرا
برزن نحـوك للتسليـم خاشعـةً عيونهنّ فعـاد القلـب موتـورا
قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّـرةً أبصارهـنّ حسيـراتٍ مكاسيـرا
يطأن في الطين والأقدام حافيـةً ًتشكو فراق حذاءٍ كـان موفـورا
قد لوّثت بيـد الأقـذاء اتسخـت كأنها لم تطـأ مسكـاً وكافـورا
لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهـره وقبل كان بماء الـورد مغمـورا
لكنه بسيـول الحـزن مُختـرقٌ وليس إلا مع الأنفاس ممطـورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه ولست يا عيدُ مني اليوم معـذورا
وكنت تحسب أن الفطـر مُبتَهَـجٌ فعـاد فطـرك للأكبـاد تفطيـرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثـلاً لما أمرت وكان الفعـلُ مبـرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ فردّك الدهـر منهيـاً ومأمـورا
من بات بعدك في ملكٍ يسرّ بـه أو بات يهنأ باللـذات مسـرورا
ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت فإنما بات في الأحلام مغرورا
وقد زاره في السجن شاعر ممن كانوا يمدحونه أيام ملكه وألقى على مسامعه قصيدة في مدحه فبحث عن مكافأة يقدمها له فلم يجد سوى عشرين دينارا فأرفقها بأبيات اعتذار وقدمها للشاعر واسمه ابن اللبانة، لكن الشاعر ردها تقديرا لظروفه وكان مما ورد في أبيات القصيدة:
بكى آل عباد ولا كمحمد وأبنائه صوب الغمامة إذ همى
صاحبهمو كنا به نحمد السرى فلما عدمناهم سرينا على عمى
وكنا رعينا العز حول حماهم فقد أجدب المرعى وقد أقفر الحمى
كأن لم يكن فيها أنيس ولا التقى بها الوفد جمعاً والخميس عرمرما
تضيق عليَّ الأرض حتى كأنني خلقت وإياها سواراً ومعصما
بكاك الحيا والريح شقت جيوبها عليك وناح الرعد باسمك معلما
سينجيك من نجىّ من الجب يوسفا ويؤويك من آوى المسيح ابن مريما
هذه بعض من مأساة ملك شاعر وفارس انتهت حياته بما لا يحمد عقباه بعد رحلة عطاء لكن الحقد و الانانية و الصراعات و الوشاية أدت به أن تم خلعه فسجل أيامع العصيبة في يوميات شاعر ترصد مدي الجرح الذي عاش داخله و كيف حال بنياته من بعده أنها مشاعر صادقة ينخلع أمامها القلب و تنساب الدموع انهارا لا تجف ---
أنها صفحات من المشرق العربي في بلاد الأندلس المفقود --------- 
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله

===========

ليست هناك تعليقات