تجارة الأوجاع والألام بقلم / عمر جميل
تجارة الأوجاع والألام
من أسوأ ما تمر به البلاد منذ عقود عديدة أن يخرج علينا أناس يلبسون أقنعة الرحمة ،وهم فى الحقيقة يتاجرون بالمرض والمرضى ،ويستغلون الأطفال أسوأ الإستغلال دون رحمة ،وهذا بالفعل ما نجده ليل نهار فى الإعلانات ،تبرعوا لمستشفى السرطان تحت مسمى كذا ومجموعة أرقام للتبرع ،تبرعوا لمستشفى القلب ومجموعة أرقام ،تبرعوا تبرعوا تبرعوا ،وفى الأصل الكثيرين يعيشون حياة الكفاف لا يجدون قوت يومهم ،ثم ظهور الأطفال بكلمات تجعل القلب ينزف ألما ، وتجد من يطالب بالتبرع ممثل أو لاعب كرة ،فى الوقت الذى تجد فيه الممثل أو لاعب الكرة يتقاضى الألاف من الجنيهات مقابل مسلسل أو فيلم ،أو مقابل جول فى شباك الفريق المنافس ،وربما مقابل الإعلان الذى يستعطف فيه القلوب الرحيمة للتبرع ،دعك من كل هذا ،إذا كانت المستشفيات التى تعالج الوباء المنتشر بالبلاد والذى يقضى على معظم المصريين خاصة وبه الكثيرين يختتمون حياتهم ،فأين الدولة من كل هذا أليست هى المسؤل الأول ،بل أولى من بناء المستشفيات وجمع التبرعات ،منع إستيراد الأطعمة والأغذية التى تؤدى إلى هذا المرض الخطير ومجموعة الأمراض الأخرى التى لم تظهر فى أسلافنا ،وإلا فإن لدى هاجس دائم ينبؤنى بأن هناك مستفيدون يتكسبون من أوجاع الناس وألامهم ويتكسيون المال مقابل دماء وعافية وأرواح هذا الشعب المسكين
ليست هناك تعليقات