(( موقف إنساني )) للكاتب ~~~~~ محمود صلاح السيد
قصه قصيره بعنوان
(((موقف أنساني )))
ذهب أحد الرجال للتسوق وقضاء وقت ممتع فى أحد الموالات الكبيره وأراد أن يقوم بركن سيارته الجيب ذات الدفع الرباعي الكبيره فى مواقف (براكن) السيارات ولكنه كان شديد الإذدحام فى ذالك اليوم ولم يتبقي منه إلا مكانين فقط فى ركن الموقف(البركن) البعيد حيث كانت الإضاءه خافته حيث ذهب بسرعه ولم يضيع الفرصه وقام بركن سيارته على اليسار وترك على يمينه المكان فارغا .
بعد وقت قصير آتي شاب بسيارته الصالون الصغيره للتسوق ثم دخل مباشرة إلى المكان الفارغ الذي يقوم دائما بركن سيارته فيه ولم يلاحظ أنه قد أغلق الباب على السياره التى على يمينه ثم ذهب للتسوق.
وبعد مده من الوقت آتى رجل آخر قاصد نفس المكان والمول يركب سيارته الكبيره أيضا وما أن لمح ببصره وجود مكان شبه فارغ فى طرف الموقف(البركن) بجانب الرصيف حتى سارع إليه ليقوم بركن سيارته
بطريقة خاطئه حيث ركن نصف سيارته الكبيره فى المكان الفارغ فى الموقف (البركن) والنصف الآخر فوق الرصيف متعمدما أن يغلق الباب فى وجه سيارة الشاب الصغيره ثم دخل المول للتسوق والإستمتاع بوقته .
وبعد أن أنهي الرجل الأول تسوقه خرج ليركب سيارته الجيب الكبيره لكنه وجد تلك السياره الصغيره لهذا الشاب أغلقت عليه باب دخول سيارته فبدأ يبحث عن رقم الهاتف على سيارة ذالك الشاب فلم يجد حيث كان على عجلة من أمره فما كان منه إلا أن دخل السياره من الباب الأخر وأخرجها لكنه كان غاضبا فأخرج ورقه وكتب فيها.
(( حسبي الله ونعم الوكيل فيك لقد أغلقت بسيارتك الصغيره هذه على باب دخولى لسيارتي ولم يكن لدى وقت لإنتظارك وكنت على عجلة من أمرى فدخلت إليها من الباب الأخر بالمشقه حيث كنت غاضبا منك ولو شاهدتك لأبرحتك ضربا لاتكررها مع أحد مرة أخري ))
ثم وضع تلك الرساله على الزجاج الإمامي لسيارة ذالك الشاب.
بعدها خرج ذالك الشاب وقد أنهي تسوقه ثم ذهب ليركب سيارته الصغيره ليجد سياره كبيره قدأغلقت عليه باب ركوبه لسيارته وقدلاحظ على الفور ورقه موضوعه على الزجاج الأمامي لسيارته فذهب وأخذها وبدأ بقرأة تلك الرساله التي تركها له صاحب السياره الأولى الذي أغلق عليه ذالك الشاب باب دخول سيارته
لكنه حزن بعد أن قرأ هذه الرساله حيث أن هذا المكان هو مكان مخصص له تعود أن يركن سيارته فيه منذ زمن بعيد وأنه لم يقصد أن يضايق أحد أو أن يغلق عليه باب السياره.
هنا قرار الشاب أن لاينصرف ممسكا تلك الرساله بيده وأن ينتظر صاحب السياره الكبيره الأخري الذي أغلق عليه باب دخوله لسيارته الصغيره بقصد أو بدون قصد حيث قام بحشر سيارته الكبيره جزء منها فى الموقف (البركن)والجزء الآخر فوق رصيف المشاه
بعد وقت ليس بالقصير آتي هذا الرجل قاصدا سيارته الكبيره ليجد هذا الشاب جالس أمامها يمسك بورقة الرساله التى تركها له الرجل الأول وهو حزين تكاد تنهمرالدموع من عينه.
فقال له ذالك الرجل لماذا أنت جالس أمام سيارتي هكذا فلم يجيب الشاب قال له هل أنت صاحب تلك السياره الصغيره فلم يجيب الشاب أيضا
قال له الرجل ماهذه الورقه التى تحملها بيدك فأعطاه الشاب هذه الورقه وهو حزين ويكاد تنهمر الدموع من عينه .
وأذا بالرجل يقرأ الرساله ويضحك بصوت مرتفع وهو يقول لذالك الشاب تستحق (أنماالجزاء من جنس العمل) أنت أغلقت عليه الباب وأتعبته وأنا أغلقت عليك الباب أيضا وتعالت ضحكاته بنفس الصوت المرتفع .
لكن فجأه لاحظ ذالك الرجل أن هذا الشاب لايتكلم ولم يسمع له صوتا هنا أشار إليه الشاب بيده ليعطيه ذالك القلم المعلق فى جيب قميصه ثم أخذ منه ورقة الرساله وقلبها على الوجه الآخر ليسجل لصاحب الرساله الأول وصاحب السياره الوقف أمامه وللمجتمع رساله هامه.
فحواها
(أنا شاب من ذوى الإحتياجات الخاصه لدي صعوبه فى النطق وهذا الموقف(البركن) مخصص لذوى الإحتياجات الخاصه وأنا أعلم بذلك فهذه ليست أول مره أركن سيارتي فى هذا المكان ولكن هذه أول مره أتعرض فيها للسخرية والإستهزاء ويحدث لى هذا الأمر)
قرأ الرجل الرساله وبعد أن كان يضحك بصوت مرتفع
صمت وشعر بالإحراج .
بل كاد يبكى من الرساله التي كتبها ذالك الشاب لينظر بعدها أمامه إلى الأعلى قليلا.
ليجد لوحه قديمه بالية أكلها الصدأ وضوء خافت ضعيف يعم المكان وقد كتبت على اللوحه.
موقف (بركن) مخصص لذوى الإحتياجات الخاصه.
ثم قام هذا الرجل بالأعتزار لهذا الشاب وأنه لم يقصد الإسأه إليه وحمدالله على نعمة الصحه والعافيه .
ثم أخرج هاتفه المحمول وقام بألتقاط صوره لهذه اللوحه القديمه الغير واضحه المعالم على وضعها البالى وفى ظل الضوء الخافت وألحق معها تلك الورقه التى تحتوي على الرساله الأولى الموجهه إلى ذالك الشاب من الرجل الأول الذي أنصرف والرساله الثانيه التى كتبها ذالك الشاب له والذي هو من ذوي الإحتياجات الخاصه إلى صندوق شكوى الموطنين الإداره العامه للمرور لأتخاذ اللازم تجاه هذا الأمر.
بقلمي /محمودصلاح السيد11/6/2016
ليست هناك تعليقات