بدايــــــــــــة بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
بدايــــــــــــة
--------------------------------------
((( عفوا كلنا يدعي العصمة ---- !! )))
جاء في الأثر " كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون "
" من كان منكم بلا خطيئة فليلقيها بحجر ---- ؟! "
قال الإمام الشافعي : رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .
عندما نتأمل الواقع نري بعض بوجه مشوه فالناظر الي الأخرين دائما يضع نفسه فوق الشبهات و أنه هو الوحيد الذي يفهم و يفكر و يمتلك وجه الحقيقة بل ينصب نفسه وصيا علي الناس و هو العالم والخبير و الناشط و الناقد وراعي كل المجالات دون تخصص حتي في جميع التخصصات و نحن نعلم ان هناك علم نسبي للبشر و مطلق للخالق جل و علا بل اننا جميعا نلم بطرف من كل علم ربما من باب الثقافة و المعرفة نقطة بداية و انطلاقة بل مدخل الي هذا النوع -------
و نطلق الاحكام بلا ضابط او مقاييس و لا تتوفر فينا شروط القياس لكل أمر ----
نتكلم أكثر مما نعمل و نكتب أكثر مما نقرأ لا نتحكم في عقولنا ووازع ضميرنا يجب أن نتحلي بالصدق و العلم و الايمان و يتسع صدرنا للحوار و النقد البناء بعيدا عن الفتاوي و الفوضي و الثرثرة و ننحي الجهل و التعصب وروح الانتقام و الخصومة و فلسفة الضد اذا لم تؤيدني او تتبعني او تناصرني تكون خصما و أي خصم للأسف خصم رأي و حرية التفكير و التعبير القائم علي العلم و الاخلاق مشروعة دون اتهام وتجريح وسب ولعن ---
يجب ان نتعلم من الأنبياء و المرسلين و أخلاق العلماء الذين يخدمون الدين و الدنيا معا في توازن محمود بعيد عن الأهواء و النيل من كل أنسان منصف او عاقل لا يتاجر بالقضايا من أجل مغنم مادي او روحاني متسلط همه نفسه او تنظيمه او اتجاهاته فلابد أن يحترم خصوصيات العامة فلا يفرض رأيه في تبجح مهما كان من الأمر كن ليننا تتقبل النصيحة او الاختلاف بلا نزاع وخلاف ---
فلسنا أوصياء علي الناس فقد خلقنا الله أحرار في اختيار لمسائل يقرها الفكر المستنير وثمة فروض تكليف لا اختيار مسير كما يقول رجال الدين و الفلاسفة من قبل الخالق عز وجل ---
وليس للافراد فكلنا بشر يصيب و يخطيء و الرجوع الي الحق فضيلة من قمة الأخلاق نعم انها النفس اللوامة التي تقلع عن الرذيلة و تتجه في حب الي ما ينفع الناس و الأرض في رسالة سامية ---
عفوا كلنا مقصرين لا نمتلك الحقيقة فمن أين تأتي العصمة فنحن عاجزين عن فهم أنفسنا و المحيطين بل عن ادراك ماهية الكون أمامنا ---
فمن شيم الكرام الصادقين ان نقول لا ندري و لا نطلق الاحكام جزافا صاغرين كي نضلل او نخدع الناس بل نرد الامر بحكمة بالغة كما تعلمنا او كما هو المفروض و المقرر في المجتمعات المتمدنة العصرية في روح العلم و التقدم التكنولوجي الرهيب دون المساس بالثوابت المتعارف عليها بلا تحيز قط –
وجاء في الأثر " كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون "
" من كان منكم بلا خطيئة فليلقيها بحجر ---- ؟! "
اذا نحن لا نتمتلك القرار فلماذا التسلط علي رقاب عباد الله دون حجة او تخويل هذا من باب التعنت و التسلط و العجرفة و التعصب و التميز و الجهل و الانانية و الاستخفاف بالناس هكذا ----
ولله در بشار بن برد :
اذا كنت في كل الأمور معاتباً, صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبه.
فعش واحدا أو صل أخاك، فأنه, مقارف ذنبٍ مرة ومجانبه.
أذا أنت لم تشرب مراراً على القذى, ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
كفي شقاق و نزاع و تفتيت لوحدتنا و هويتنا من أجل حصاد مغانم زائلة نجمع من ورائها جراح الانسان و الوطن و عندئذ لا ينفع الندم ---
فلا عصمة لأي مخلوق بعد الأنبياء و المرسلين مطلقا
توقف يا صاحب هذا المنهج السقيم اعترف بطغيانك المقيت الذي ينفر لا يجمع كفي غلظة في التعامل أين التحلي بالأخلاق و التواضع وقبول الآخر فالله هو خالقه ان شاء رحمه او عذبه ورحمته وسعت كل شيء فلا تحجبها ايها العاجز عن الناس بعد اليوم
فلاعصمة لأي مخلوق بعد زمن الأنبياء و المرسلين فعدل من سلوكك المشين الذي يبث روح العداء و يشعل الفتن في زمن ندر فيه الرجال الذين لا يطمعون في حطام الدنيا فتحلوا بالزهد و الحق و العدل و الرجوع الي كل صواب في تواضع و اعتراف دون خجل او أي اساءة فخزي الدينا أهون من ندم الآخرة فطوبي لصاحب كل عقل وقلب سليم ----
============
ليست هناك تعليقات