حَرائق في دَقائِق ...للشاعر اسامة سليم

 

حَرائق في دَقائِق ...

قالَ عمرُ ابن أبي رَبيعة :

أشــارَت بِطَرفِ العَينِ خِشيَةَ أهلِها

إشــــــارَةَ مَــحــزونٍ ولـم تَـتَـكَـلَّـمِ
فـأيقَنتُ أنَّ الـطَّرفَ قـد قالَ مَرحَباً
وأهــلاً وسَـهـلاً بـالـحَبيبِ الـمُـتَـيَّـمِ
وقالَ قيس بن ذريح :
وإنّـي لأهوى النَّوْمَ في غَيْرِ حِينِهِ
لَــعَـلَّ لِــقَـاءً فـــي الـمَـنَامِ يَـكُـونُ
تُـحَـدِّثُـنـي الأحلامُ أنِّـــي أراكـــم
فـــيـا لَـيْـتَ أحْــلاَمَ الـمَـنَامِ يَـقِـينُ
شـهدت بـأني لـم أحُل عــن مَوَدَّة ٍ
وأنّـــي بِـكُـمْ لـو تَـعْـلَمِينَ ضَـنِـينُ
وأنَّ فـــؤادي لا يـلـين إلى هــوًى
ســواكِ وإنْ قـالـوا بَـلـى سـيـلينُ
وقالَ ابو الشّيص :
وَقـفَ الهوى بي حَيثُ أنتِ فليسَ لي
مُــــتَـــأخَّـــرٌ عــنـهُ ولا مُــــتَـــقـــدَّمُ
وأهـنـتِـني فــأهَـنـتُ نـفـسـي جــاهـداً
مـــا مَن يَـهـونُ عـلـيكِ مـمَّـن يُـكْـرمُ
أشــبـهـتِ أعـدائي فــصِـرْتُ أحـبُّـهـم
إذْ كــان حـظّـي مـنْـكِ حَـظّـيَ مِـنْـهُـمُ
أجِـــدُ الـمَـلامَـةَ فـــي هـــواكِ لــذيـذةً
حُـــبّـــاً لِـذكْــرِكِ فَـلْـيَـلُـمْـني الـــلُّــوَّمُ
وقالَ الأمين العبّاسي :
زُرْ مَـــن تُــحِـبُّ ودَعْ مَـقـالَـةَ حــاسـدِ
ليسِ الحَسودُ عــلــى الــهــوى بِمُساعِدِ
وإذا صَــفـا لَـــكَ مـن زَمــانِـكَ واحـــدٌ
فــهـو الُــمـرادُ وعِـــشْ بِــذاكَ الـواحِـدِ
و إذا تـألَّـفَـتِ الـقـلوبُ عــلــى الـهــوى
فـالـنّـاسُ تَــضـربُ فـــي حَــديـدٍ بــارِدِ
فقالَ اسامة سليم :
دَعـي الـعِتابَ وكُـفّـي الـلَّـومَ والجَدَلا
يــا أكـثَـرَ الـنّـاسِ لَمّا عـوتِـبَت عِـلَـلا
....
لـو يَـنطِقُ الــحَـقُّ فـيما بَـيـنَـنا حَـكَماً
لَـكُـنـتِ أكـثَـرَنـا فـــي عَــدلِـهِ زَلَـــلا
....
إنّــي أُعـيـذُكِ مــن صَــدٍّ نَـحَرتِ بِـهِ
مَن لا يُريدُ سِواكم فــي الـهَـوى بَـدَلا
....
أُعــيـذُ وَجــهَـكِ مــن حُــزنٍ يُـحَـرِّقُهُ
ومــن دُخــانِ قُـنـوطٍ يَـخـنُقُ الأمَــلا
....
ومـــن حَــيـاةِ حَــيـاةٍ لا حَــيـاةَ بِـهـا
ومــن إطــالَـةِ صَـبـرٍ يَـهـدِمُ الـجَـبَلا
....
فــي ظُـلـمِ لائِـمَـتي لـلناسِ أمــثِــلَــةٌ
وفــي الـوَفاءِ فـؤادي قـد غَـدا المَـثَلا
..........................................
للشاعر اسامة سليم