تغريدة الشــــــــــعر العربي بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
تغريدة الشــــــــــعر العربي
------------------------------------
((( مع شاعرة القيروان )))
زهرة السالمي
افْتَحْ ذِراعََيْكَ ....
ضُمَّنِي
لِي دَمْعٌ غَزِيرٌ
كَمْ أَوَدُّ أَنْ أَهْرَقَهُ
عَلَى رَاحَتَيْكَ....يَا
............وَطَنِي
---
" من : خربشات أنثي "
لن نفترق أيها الشجن الجميل الذي يغازلني كي أسكنه ---------- !!
من ربوع تونس الخضراء نبحر مع استاذة كاتبة و شاعرة لها رؤيتها التي تترجم لنا مدي نظرتها لواقع الحياة المسكون بالشجن الرابض علي اسوار المدينة حيث يلفها الصمت العاجز فتهرب الي ضفاف النهر تبحث عن الامل في تعانق وطيد للمعرفة تزرع الاحلام من خلال ابداعها المتنوع فترصد لنا لوحاتها التي تنثر الزهر في شتي الطرقات رمزا محببا للنفس التي تمتلك العواطف كي تظلل بحبها عوالم تسكن هذا الوجود ----
كوني أي شيء الا أن تكوني
كوني وجها لالاف الاجساد التي
عهدتها في المرآة
وأنا أغتسل مني كل صباح
كوني النصف الذي تشظى
كوني بقايا الضلع
كوني أي شيء الا أن تكوني
----
نشــــــــــأتها :
-------------
في بيئة ذات جذور تاريخية جادت بالاعلام و الشخصيات التي رسمت هوية تونس الحبيبة بمروجها الخضراء من أرض القيروان كان مهد وجودها ---
ولدت شاعرتنا التونسية " زهرة السالمي " في القيروان بتونس الخضراء –
ووسط جمال البيئة ترعرعت علي مناظرها الساحرة و مباهجها الجميلة الرائعة فالهمتها ربة الشعر هبة الشعور كي تعبر عن مشاعرها ---
ثم تلقت تعليمها في محراب القيروان ----
فقد تخرجت في المعهد الاعلى لتكوين المعلمين بالقيروان تعمل أستاذة للغة العربية
كان لها محاولات في الادب أثناء الدراسة ----
و لم لا فهي معلمة وكاتبة لها تجربة شعرية بجانب كتابة القصة و المقال و الخواطر النثرية المتنوعة تعبر عن واقعنا من خلال الأحداث التي تعصف بوطننا الكبير ----
من أنتاجها الأدبي " خربشات أنثي "
فهي عضو ناشط بارز النوادي الادبية ---
كما لها بعض الملتقيات المحلية وقلمها " دائم النزيف ولا يهدأ " نتيجة لمخاض العوامل المحيطة بالمنطقة دائما
فهي كتابتها اصداء لاحداث الساحة تجد معين خصب ترصد من خلال احاسيسها حالات الحزن و الشجن و الحلم و الأمل ---
فتقول في هذه المقطوعة :
تراقصني الفكرة
تحتل سأمي...
توغل في سراديب الفؤاد
تعتصم بحبل الخفوق
وتنتشي متدفقة بعطر الحياة..
وبعد رحلة طويلة تأملية تكشف لنا من أقاصي أرض الجنوب تباريح عشقها بين شجن و شوق كي يحيي الأمل من جديد متمنية ان تكون فراتا يهب النماء و الخير للمعمورة فتقول أيضا :
لو تسكب في يميني الفرات
ودجلة في اليسار
لو تصالح أرض الجنوب
وأرض الشمال
لو تقطع أوصال الشجن
وتغدق بحارا من الحنين
لو تذرف ما تبقى من سنين
وتزرع هذه الارض شوقا
وتحيي فيها الأمل
ساعتها سأقول أنك
كنت محقا فيما تقول..
و في نهاية المطاف أتمني أن أكون ألقيت جانبا مضيئا من حياة شاعرة القيروان " زهرة السالمي " التي تعانق جماله و طقوسه و تمسك بحروفها بمثابة مرآة تجسد لنا معالم الحياة و لاسيما في الفترة الراهنة تسجل واقع متراكم الصور و الأخيلة فتوظف رؤيتها لخدمة قضية وطن و انسان يعاني من صراعات تطوقه فهذه هي رسالة الادب نحو عالم يريد الحب و السلام دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
ليست هناك تعليقات