نورالدين محمّد صبّوح,سورية) ( قريتي بكسا )
( قريتي بكسا )
في حانةٍ نتنةٍ أنتظرُ العفّة , لتمزّق أحشاء الروتين..
فأرى شيخاً يغنّي عارياً و يشرب حدّ الثمل , و غانيّة تصلّي بكلّ خشوع..
أنا متعبٌ و تعبي قادني إلى الهلوسة..
أراني مع حبيبتي في نعشٍ تحت أضواء النجوم .., نصغي لنقيق الضفادع
و نحتسي القبل , نحلمُ بأماكنٍ مهجورةٍ , و نرسمُ الخيانة في أوّل الطريق
بلا تلعثم ..و فجأة تقطع سهرتنا المتفرّدة قطّة تموء في جنون و هي تضعُ
مولوداً في حرم المقبرة..و الليل الساخر منّا يُردّد قائلاً : أهلاً بالضيوف
الكرام , و يُشعل النيازك ليُخمد النعاس ,..
سهرةٌ فاسقةٌ بلا دخان..
- حبيبتي : اقترب موعد الصّباح حبيبي ..
- مستغرباً أجيبها : و هل تخافين ألسنة الناس؟
- حبيبتي :لا.. لكنّهم سيعتقدون أنّنا دنّسنا النعش الذي يحملون فيه أمواتهم
- أجيبها : ماذا نفعل برأيك ..؟
- تجيبني مع ابتسامةٍ : لنستلقي جانب النعش و ليبقى ميّتاً
- و أنا أنزلُ من النعش أقع أرضاً و استيقظ من حلمي الغريب , فأغسل وجهي بالنّور, و أخرج إلى الشرفة أتأمّلُ ( بكسا ) و هي ترتدي الصّباح_كأنثى ترتدي ثوب الزفاف_ و لا تشلحه إلا عند قدوم الليل أمام القمر.
- ( شاعر المحبّة : نورالدين محمّد صبّوح,سورية)
ليست هناك تعليقات