أحدث المواضيع

تغريدة الشــــــــــعر العربي بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي

تغريدة الشــــــــــعر العربي 
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
--------------------------------------
رائدة الشعر الأنثوي
الشـــــــــاعرة السعودية الدكتورة هند المطيري

أذاك هوَ النيلُ
ذاك الذي 
يسرف العاشقون
بوصف مداهْ،،
وذاك هو المسجدُ 
الأزهريُّ
الذي ينشدُ 
التائهون هداهْ،،
وتلك هي الشمس ُ
تشرقُ،، تغربُ
كل أصيل
وكل غداةْ!
أذاك،، وتلك 
وما علم الكونُ
يا مبتداه
ويا منتهاه،
بأنكَ أنتَ
مدار الحياة!!
( من : أنشودة النيل ) 
---------------

نتوقف مع الشعر النسائي السعودي مع رائدته " د / هند المطيري " بعد ان تفتقت موهبتها الشعرية لبضع سنوات تحولت من شاعرة تتغنى بالقومية العربية إلى شاعرة غزل، وهي تعد نفسها رائدة الشعر الأنثوي في السعودية. 
و إن الشاعرة هند المطيري تنحدر من اسرة تقرض الشعر ، و من ثم تمتلك إمكانات شعرية هائلة في جرأة و استعداد مع الموهبة و اللغة و انشغالها بالواقع و قضايا المرأة فتعبر من خلال تجربتها مع الحياة في فكر مستنير

ولدت الشاعرة هند عبد الرزاق المطيري في السعودية و تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة الملك سعود عام 1995 م 
و تحصل علي الدكتوراة و تعمل استاذا مساعدا بالجامعة

من أنتاجها :
====== 
= الديوان الأول ( هند أنثي بروح المطر ) 
= الديوان الثاني ( الجــــــــوزاء )
= مجموعة قصصية ( أنوثة بنكهة الملح الأزرق ) 
= مجموعة كتب فلسفة اللغة و البلاغة و النفقي و شعر الصعاليك 
شـــــــاعريتها :
---------------
و شاعرتنا تكتب الشعر بالفصحي و النبطي و العمودي و الحر و النثر ، بل لها باع في الغزل ترسم حلم المرأة الذي يعد القضية الاولي فتحمل لواء اقتحام المشهد تدافع عن دور المرأة من خلال قصائدها التي تحمل هموم المرأة و قصائدها لها صدي في هذا المضمار فهي تنزل في بساطة بلغة رقيقة عذبة و صور تدلل علي رؤيتها نحو ما يداهمها في الحقل الادبي هكذا ---------
فتكشف لنا من خدرها استار الحقيقة في جرأة بعد مرحلة الغموض فتقول :
حبيـبكَ، إن أحبـبتَ، مـيّـلــهُ بالمـهـلِ
ولا تعتجل، لا خير في لقمة العـجْـلِ
تـذلل له فـي الـوصـل والصرم إنّـما
يبين صحيح الود بـالصرم والـوصـلِ
وكن صابرا مهمـا تطـرف في الأذى.

و في تجليات صوفية و ربقة ايمانية تستدعي الروح في عشق اشراقي مناجاة تكشف نتواليات الوجد فتقول في ترنيمة مؤثرة بصدق المشاعر تسمو بالذات شرفا :
ما أروعك،
سبحان رب أبدعك!
من أي طين في السما
قد رفعك؟!
من أي حسن صنعك!
حتى غدوت اليوم إنسانا
على شكل ملك!
ما أروعك،
سبحان رب أبدعك
من أي طهر جمعك،
ما وزّعك؛
لما قضى من روحه
أن تسجد الآلاء لك!
ما أروعك،
سبحان رب أبدعك
من أي طهر أنبعك،
من أي حقّ صدعك،
من أي آيات العلا
في وحيه قد أنزلك!؟

مختارات من شــــــــــعرها :
------------------------- 
مع " أنشودة النيل " تسطر حبها و ذكرياتها مع مصر و معالمها من خلال تأملاتها مع النيل سر الالهام و الحياة و الحب و الشعر و الحضارة فتطوف معها من الصعيد الي شمال الدلتا الخضراء تسرد قصص و حكايات الليل و الجمال أغنيات حالمة تنطق بعبقرية الخلود في دفقة شعورية رائعة فتقول :
أذاك هوَ النيلُ
ذاك الذي 
يسرف العاشقون
بوصف مداهْ،،
وذاك هو المسجدُ 
الأزهريُّ
الذي ينشدُ 
التائهون هداهْ،،
وتلك هي الشمس ُ
تشرقُ،، تغربُ
كل أصيل
وكل غداةْ!
أذاك،، وتلك 
وما علم الكونُ
يا مبتداه
ويا منتهاه،
بأنكَ أنتَ
مدار الحياة!!
فأنت الجميل
الذي نرتئيه
وأنت الجليل
الذي لا نراه،
وأنت الذي
قدّر الحب 
في القلب
ثم براهْ،
وأنتَ الذي
فطّر القلب
بالعشق 
ثم ابتلاهْ،
وأنت الذي 
بالتوسل 
للوصل 
تحني الجباهْ،
وأنت الذي
لو طلبتُ النجاة
فما من نجاةْْ،
فيا أيها المستبد
الذي فاق
كل الطغاه،
أيا محزني،
يا وليي من القهر
يا عزتي
يا ملاذ السعاةِ،
ويا خافقي، 
أيها اللا مجيب
لمن قد دعاه،
رجوتك بالله
إن كنت تسمع
أني رجوتك 
باسم الإلهْ،،
اغثني بوصل
لذيذ شهي
يعيد بعيني 
بريق الحياة! 
و في قصيدة أخري بعنوان ( امـــــــرأة من كلمات ) تبحر شاعرتنا بفكر العاشقة التي تهيم مع الليل تسجل تباريحها في ومضات حب تعبر عن الأنثي بين الرجال ودورها الريادي في جرأة تكشف الغموض الذي يلف حياتها في تلقائية تحقق التوازن فتقول :
جاءت أحلامي من فجر،، تبدعه العاشقة الأنثى حين تبات،، 
تصنعه في الليل من الرغبات،، 
من النزوات تتركه عدة أيام،، عدة سنوات،،،
وتفيق كأن الأرض ابتلعته،، أو طار بعيدا فوق متون الغيمات
شبح الواقع،، ليس سواه،، هذا الرائح، هذا الآت،،
يصرخ فيها: سيدتي،، كانت في النوم القبلات
انسي سيدتي ذاك الحلم،، وكفي عن تقليب الأفكار،، وعن عزف الأنات 
انسي،، سيدتي،، فلديه امرأة أخرى تستعمر كل الأوقات
امرأة تسكنه حين يفيق،، وحين يبات سيدتي المسكينة أنت صدر يتلقى الطعنات،، 
يا امرأة من وهم الحرف،، ومن تهويم التخييلات،، 
هل تقبل زوجته قدرا يجعلها تسكن،، نصف القلب،، وكانت تمتلك النبضات؟!
يا امرأة من وهم الكلمات أفيقي،، للعمر المقبل،، أو موتي،، لا عمر لأنصاف الميتات 
إما أن تقبل زوجته أو ترحل أشباحك،،، أنت بالذات ناديها قولي: يا امرأة لا تشبه باقي الحسناوات،، 
هل تأذن،، سيدتي الحلوة أني أعشقه معها آلاف المرات؟! 
هل تأذن أنا نقتسم القلب لباقي السنوات؟! 
هل تأذن أن يدخل تجربة أخرى مع سيدة تعشقه بجنون الحبّ،، وبالحرمان،، وبالأحلام،، وبالأوهام،، وبالأبيات؟! 
هل تأذن ،، سيدتي،، لامرأة من أشواق تتمدد عبر اللحظات؟! 
لامرأة لا تعرف حين تجيء إليه كيف تجيء،، وحين تغادر لا تعرف من أي الطرقات!
لامرأة ضلت وهي تدور فلا نعمت بالقرب،، ولا زهدت بالحبّ الهارب أبدا دون نهايات!
اشفقت عليك سيدتي طالت بالوهم السكرات صرت أوهاما،، أوهاما،، تفتح في كلّ الجبهات! 
اشفقت وأنت مازلت تمضين العمر بلا عمر،، بين الأحلام وبين التأويلات! 
أشفقت عليك،، سيدتي،، ونشيج الآهة يستدني الدمعات
أشباح أنت سيدتي أنت يا امرأة من آه تتبعها عشرات الآهات
يا نهرا يجري من عبرات،، 
كفي عن هذا الغي وعودي للواقع،،، إن الواقع ماسأة تنهي مأساة! 
= = = = = 
و نقدم النموذج الثالث الذي أحدث هزة عنيفة لجرأتها في فك طلسم الاقتحام حيث الخروج من مستنقع الواقع بعنوان ( ويح القبيلة ) تعلن التمرد و الثورة علي العادات و التقاليد التي تنال من بستانها الاخضر اليانع فتقفذ نحو الحداثة فتقول : 
آمنتُ،، أذعنتُ،، سلمتُ دهرا،، ومارستُ كلّ الطقوسِ القديمة،، 
تعلمتُ في حجرة الدّرس أنّي عارٌ،، 
وأن القبيلة لا تقبل العارَ، 
كلا،، ولا تغفرُ العار بل تغسلُ العارَ بالنار،، تمحو الجريمة، .. 
حكتْ جدتي أن ذاك الرمادَ بصدري،، إذا ثارَ يوما،، 
تكون النهاياتُ جدّ أليمة، تشربتُ دينَ المقدس،، 
وأمنتُ أن الغرامَ مدنس.. 
وصرتُ أهابُ الخطيئة،، 
أخافُ اقترافَ المحبة،، وأخشى ولوجَ دروبِ الهوى،، هيبةً،، خيبةً،، خشيةً،، رهبةً،، وظنونا عقيمة.. 
وكنتُ أردد في داخلي: الله واحد، والعمر واحد، والقلب واحد، ويح القبيلة،، 
كيفَ تفسدُ أرواحنا،، كيفَ تسرقُ أعمارنا،، كيفَ تقسمُ أحلامنا كالغنيمة؟! 
وحين كبرتُ عرفتُ الحقيقة،، وأدركتُ أن القبيلة وهمٌ،، وأنّ رجالَ القبيلة كانوا،، يدوسون أعرافها،، يفعلون الفواحش والموبقاتِ الذميمة..
وأنّ قوانينهم من قشور،، وقشّ،، وأنّ حبالَ التقى عندهم من خيوطٍ رميمة.. 
ويح القبيلة، وكلّ طقوس القبيلة! 
آمنتُ أن شيوخَ القبيلة حمقى،، وأن رجالَ القبيلة حمقى،، وأنّ الطقوسَ التي كنتُ قدستُ،، قد وضعتها عقولٌ سقيمة.. 
ويحَ القبيلة،، وتبّا لكل رجال القبيلة،، وسحقا لجسم تغذّى زمانا بدمّ القبيلة،، 
لقلب من( القاف واللام والباء) ضمّ حروف القبيلة،، وما كان( قبلا) بعرف القبيلة.. 
عجبتُ لرأيي،، وقد كنتُ أقوى النساء شكيمة،، وكنتُ الذكية، كنتُ الأبية، كنتُ النبيلة،، كنتُ الكريمة.. 
وما منعتني حماقات قوميَ أن أتطهر من عرفهم،، وكنتُ السميعة،، كنتُ العليمة!!! 
عجبتُ لحالي،، كيفَ أصبتُ بعدوى الحماقة،، وكنتُ أرانيَ منها سليمة !! 
وكيف عبدتُ، اعتنقتُ،، صبرتُ،، على الشوق والبعد والأمنيات زمانا طويلا،، وكنتُ أعلقُ في باب ضعفي وعجزي عن الحبّ ألف تميمة.. 
ولكنني بعدَ عمر طويل،، أفقتُ، تمردتُ،، أعلنتُ ثورة عشق عظيمة،،
تدكُّ جميع الحصون القديمة،، 
وحررتُ من داخلي ألف ألف مقاتل،، وجهزتُ خيلي بجنحِ الظلام،، لتغزو القبيلة،،
صبأتُ،، كفرتُ،، بما قيل قبلا،، وما سيقال.. سوى لغة الحبّ،، والعشق،، والشوق عند نديم أطاع نديمه!! 
سوى أمنياتي،، سوى أغنياتي وقد صرن ديمة..
تمردتُ، والأمر ما عاد سرّا، وقررتُ بعد زمانٍ طويلٍ من الأمنيات،، بأن أتحرر، وأعلي شعار الهوى،، في الميادين، فوق المساجد، فوق المدارس،، فوق المنازل،، في ساحةِ الرجم،، في كلّ أرضٍ،، ستنبتُ وردا،، لأني سأمطرُ مليون غيمة.. 
سأهجو القبيلة، وشيخ القبيلة،، وأهجو جميع رجال القبيلة... 
سيغدو كلامي كحدّ السيوف على بعضهم،، كدقّ الطبولِ على بعضهم، ويغدو على البعض أقسى شتيمة.. 
سأكتبُ من لغة الحبّ دستور شعب جديد،، يقدّسُ شرع الهوى،، يمارسُ كلّ طقوس الهوى،، يعيشُ حكايات عشق حميمة. 
و بعد هذه الرحلة الشعرية مع عالم الدكتورة هند المطيري الذي ينساب بين انهار الحب و العشق و التناغم في جرأة نحو غرض الغزل في بيئة السعودية حيث تتصدر المرأة الساحة بجانب المجتمع الذكوري في مشاركة فعالة ايمانا بدورها في صنع الحضارة و التطور و الازدهار نحو الحياة التي تذخر بالقيم تجاه زهرة الكون " المرأة " بظلالها و من ثم تأتي قصائدها فاتحة حب و تحرر من القيود تجمع بين مطالب الروح و الجسد في تعبير يسجل لها في ديوان الشعر العربي و لا سيما السعودي في قالب جديد قوي بكل ما تحمله دلالات التغير دائما 
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشـــــــــعر العربي أن شاء الله

ليست هناك تعليقات