(( ضاربة الودع )) للشاعر ~~~~~ د. رسمي خير
ضاربة الودع
...........بقلمي
في كل مكان على شاطئ البحر تجدها ....
كالفراشة الطائرة ما أكثرهم عشاقها
فتاة في مقتبل العمر لها رونقها وجمالها ....
تخطو على الرمال كأنها ملكة تاج ما تحمل على رأسها
سلة من القش فيها أسرار عالمها ...
.أحجار وأصداف تختلف أشكالها وألوانها
كل له حكاية في الشكل حين تلقي بها .....
لا تفارق الأبتسامة ثغرها
تشدوبأعذب الألحان وتغني ما طاب لها ...
.عذب صوتها يطرب من يستمع لها
ويزيد الأمر بها تتمايل في جسدها
كأنها في حفلة ما أكثر روادها
اسوقفتها امرأة جالسة تحت مظلة بعيدة عن صخبها
بيدها كتاب معنون أين أنا ؟؟؟
تعلو جبينها نظارة سوداء تخفي بها دموعها
حين يستوقفها ما تقرأ من كتابها
وتردي ما يناسب المكان وتزهو بجمالها
دنت منها ضاربة ودعنا جلست أمامها وفردت جناحيها وألقت بأدواتها
على رمال ذكريات شاطئ بحرها
وانحنت لها برأسها وهي تناظرها
رغم جمالها ترى على وجهها خطوط سنين ترسم عذابها
وبدأت ترسرد لها ما تخفي من أسرار في نفسها
لك الله يا سيدتي ....كيف لك بحياة بعد أن تعمقت أنا في دائرتها
فلم أجد الا ظلام يسودها ...ادلي بدلوك يا كاشفة أسرارنا
أريد المزيد ولا تغدي بعيد ...وان صدقت القول لك ما تريدين
يا سيدتي ...أنا لا أجيد القول ...أنا ناقل ما أراه في قاع محيطها
أنت في حياتك روحا تسمو وحب له الخلود
عشقت حبيبا له في الكون حبيبة بدر البدور
ولا زلت قائمة عليه وأنت أسيرة قيده
ألا تدركي أن الوصول اليه ضرب من المستحيل
لأن لديه مواثيق وعهود
آآآآآه منك أيتها الخجرية ألا يوجد هناك أمل في الأفق البعيد
كيف ذلك يا سيدتي وهو بعيد وروحه في جسد الحبيب
وروحك تنشده وهي لوصاله نسمة هواء
رحيق عطرها كأنها عابرة سبيل
أستحلفك بالله كيف لي أن أكون ...ألا تشاهدي هذا ..قصري اللعين
فهو لك اذا جاءني وقال انت الحبيب
فهذا عندي يساوي المال والنوم على الحرير
سأضئ له الشموع وأروي ظمأي من ثغره البهيج
يكون لجسدي فغدا الى التراب يسير
آآآآآه كيف جيئت بك الأقدار ....أتسأليني وأنا في حبه عنيد
ألا تسمعي قولي وأنا أتراقص وأغني له أجمل القصيد
انه حبي الوحيد ...انه الدنيا وله ما يشتهي وأنا له أزيد
هل وصل لك القول يا صاحبة الذوق الرفيع والقصر المنيع
توقفت خجريتنا ....وصاحبتنا أسدلت على عينيها نظارتها السوداء
وعادت الى ظلام ليلها تذرف الدموع على أطلال حبها
وألقت بكتابها بانظار ما يؤول ما بقي من عمرها
.......................
بقلمي د. الأديب رسمي خير ..(من حكايات ندى )
ليست هناك تعليقات