..//حكم عرف جائر\\... ..بقلمي ..//..ام علي ...بنور صباح....
...........//حكم عرف جائر\\..........
ذبل الورد على اغصانها فهي موسومة ...لا تباع ولا تشترى وقف بلغة العقار...هي مركونة برف خزانة الحياة ...ملفوفة بورق الهدايا بانتظار الغائب الحاضر المتمتع بكل الصلاحيات السالب لكل الحريات رغم عجلت الزمن التي تدور إلا بحياتها .
هي سعاد من حكم عليها العباد بالشقى رغم انها ولدت اميرة من عند رب العباد ..تعدت الثلاثين بثلاث.ذات جمال فتان ودين وعلم وحسب وجاه ..إلا انها بدات تسمع اسمها مقترنا بالعانس ..كيف وهي من يتمناها الكل ويرغب بها الجميع .لكنها محرمة على الكل إلا شخص واحد ابن عمها المدلل والمغترب بالخارج بسبب الدراسة. هو زوج المستقبل المستحيل . هو عماد الولد الوحيد على اربع بناة مدلل مستهتر وفر له كل شئ حتى انسانة يمارس عليها سلطته الشرعية ..وهي غير شرعية .اعطاها له العرف رغم استهجان الشرعي لها.فقد خولت له سرقة حياة انسان وحبسه عن الحياة .
كانت المسكينة كل صباح تتجهز امام المرأة للذهاب لعملها فترى ذبول الحياة بعينيها وكيف الزمن بدا يرسم على وجهها خطوط الاسى رغم صغر سنها .هي تتوجه للثانوية كمدرسة احياء رغم امكانياتها العلمية المخولة لها ان تدرس بالجامعة فزوجها المفترض رفض ووافقه الاهل بالإجماع فلا يمكن ان تكون للزوجة شهادة اعلى من زوجها .ممنوعة من كلمة جميلة من همسة حب .من زهرة تزين ليالي وأيام وحدتها فهو يعيش وهي تدفن
نعم تدفن بقبر وعد بالزواج قرره الاخوان منذ كانت بالمهد وهو يلعب ..لا قبول ولا بلوغ ولا أي شئ ...حكم عليها ان تكون لابن عمها وقف له حتى يرضى هو ويقرر الزواج بها لا يهم ان شاخت المهم هو يرضى ويقرر فهو رجل وهي امرأة..حكم الاعدام لشبابها باسم الوعد ....و الزواج المرتقب من زوج اخباره تزف لها كل يوم بأنه متزوج من زميلته. وله ولد منها ..والكل يعلم ويكذب الخبر..تحبس دموعها وآهاتها ورفضها له .تحت اسم العيب ولا يجوز والعرف ..تدخل باب الثانوية ..تدخل بهدوء حتى لا يراها احد فهي تستحي من اسئلة الكل اليومية المعتادة والمرسومة بعيونهم هل من جديد ؟...وثم تنقلب لنظرات شفقة وتحصر إلا نظرة زميلها احمد الذي بها حنان وخوف وحتى حب ..هي مجرد نظرات لكنها كممحاة تمحي بها كل النظرات التي فاتت وكل الالم ..تسلم وتدخل حصصها وتخرج وهي تختنق من ركن ترجع اليه تداعب خيالها افكار ليست ككل افكار البنات بسنها ...بل هواجس ما مصيري ..هي اصبحت تكرهه لا تتشوق لسماع صوته الذي كان بارد رغم طول مدة البعد والتباعد .....لكنها مهزومة بحرب لم تبدأها بعد ...مجرد فكرة مهزومة لتغير الغد المظلم..وهي ترسم خطة التغير تدق اختها الاصغر ...فهي اتت لزيارتهم فهي متزوجة ولها ولدان ..دخلت وهي حزينة الملامح مطرقة الراس...تجر رجليها جرا ....... حملقت بأختها الممددة بسريرها وقد افلت الحياة بعينيها ...متسائلة كيف تخبرها ...نظرت سعاد لها بتفحص وابتسمت ...هل عاد ؟ ...معها وابنه؟...تجيب ومن قال لك؟... تضحك ....عيناك حبيبتي لكن يال ألغرابة لم لست حزينة؟ ...اشعر انني اتنفس لأول مرة بحياتي...اشعر بالحرية وسعادة تغمرني ....هل انت جادة ؟تسال الاخت بتعجب .....تجيب نعم هيا ننزل ونصنع كعكا للمباركة اختي فرغم عمري الذي ضاع فانا كالغريق الذي وجد لوح خشب نجا من فوقه .....وزوجته لوحي للنجاة ..نزلت مسرعة من على الدرج وجدت اب مهزوم وأم مصدومة اقتربت منه .....لمست كتفه مبتسمة ابي لا تحزن .....قل لن يصيبنا الام اكتب الله لنا .....فسالت دموعه وقال انت من دفع ثمن تصرف خاطئ.......فردت المهم العبرة ومضت ولأول مرة تمشي مرفوعة الراس ......ونامت ليلتها نوم هنيء وبعمق ...وقامت صباحها تزينت على غير عادتها مزهوة كأنها عادت للعشرين ....قبلت اصبعها الخالية من قيد الظلم ....وتوجهت للثانوية...مبتسمة سلمت على الجميع .....لم تأبه لنظرات الاستفهام والاستغراب لم تستحي منها بل لوحت لهم بيدها الفارغة من غل الخطوبة المزعومة ....ففهم الجميع .....لكن هناك من كان يبتسم بفرح طفل وجد ظالته ....تبسم لها ردت له الابتسامة لأول مرة .....وبدأت عندها عجلة الفرح والزمن بالدوران ورسمت فرحتها بريشة الامل ...وأزهر الفرح فوق قبر الظلم والعرف الجائر ...وتنفست سعاد حرية الاختيار .
............بقلمي ..//..ام علي ...بنور صباح....
ليست هناك تعليقات