إلا امرأته من الغابرين بقلــــــم : سيد محمد الياسري
إلا امرأته من الغابرين
...................،،،،،،،.....
عجز مجلس الشيوخ من اقناع سقراط بعدم مهاجمتهم من اجل الفقراء ، كان يرى البطون الخاوية ، والعيون الذابلة بالشعب ، فيلقي خطبه ، ليفضح تلك البطون المملوءة ترفاً ، والقلوب المملوءة نزقاً، حتى طرح عليهم احد ابالسة النواب ، ان الترف عندما يدخل بيت سقراط ، سينسيه هم الفقراء ، ويصبح بصفهم ، ويكون للمجلس خطيباً تعجز الالسنة من مقارعته ، وسيخضع الشعب اليهم اكثر ، وفعلا طلبوا منه ، لم يرفض سقراط ، كان يخطب بعيدا عنهم فيملأ قلوبهم رعبا ، وكلماته تشنف آذان الفقراء بموسيقى الحياة الواعدة ، أول اجتماع حضر سقراط ، فاجأ المجلس ، بدخوله حافي القدمين ، وبثياب المتسولين ، وبدأ خطابه كيف وزع الملابس التي اهداها له المجلس والقيصر ، الى المتسولين فاخذ ثيابهم واعطاهم ثيابه ، لانه يمثلهم وعليه اشباعهم قبل ان يشبع وتكلم عن زوجته التي غضبت عندما افرغ البيت من جميع الاطعمة التي ارسلت له، ولم يترك به شيئا ، وبرر السبب انها ممثلة للشعب ما دام زوجها ممثل لهم ويجب ان تمنحهم ما اعطوه من تمثيل، والمفاجأة الاكثر سألهم اتعلمون يا سادة لماذا لم استبدلهم طعامهم او احذيتهم ؟ بالطبع لا تعرفون سأجيب : لانهم لايملكون اي طعام واي احذية ! فكان سقراط يوما بعد يوم يتقرب للشعب ويعنف الدولة ، حتى حكموا عليه بالخيانة العظمى بعد تدبير امره ! وكان حكمه حسب عرفهم انذاك ، بالسم. حاولوا تلاميذه ان يهربوه لكنه رفض ، لانه هو من يملك الحق وعليه لايهرب بل هم الذين يهربون!
لا أدري ، من وصف سقراط من خطباء المنبر الحسيني : انه نبي لكن لم تنزل عليه رسالة . لكن بالحقيقة ليس الانبياء فقط ! بل كثير من البشيرية انتجت مثل سقراط او افضل ! والسؤال : البرلمانيون الذين اعتصموا بالقبة هل قدموا من اجل الشعب ؟ والسؤال الاهم هل ابدلوا ملابسهم ومطاعمهم بملابس الفقراء وطعامهم؟ سؤال نقف حوله كثيرا عندما ترى من نسوا الشعب يتراشقون بالايدي ، وبقناني الماء ؟ أللشعب ! ؟
كانوا قبل ذاك يصوتون على الخدمة الجهادية ! ولم يصوتوا عن المجاهدين الذين يضحون بانفسهم على جبهات القتال ! سكت بعضهم بعدما كان بلبلا مغرد بالبرلمان ليفضح كتلة اخرى ؟ بعد فترى اصبح صامتا ، لا رنين فيه ولا هزاز! آخر اول دورة ولم يتكلم ؟ واخر سكن عش البرلمان منذ اول وهله فلم يسجل له غير الشخير ! وطقطقة الاصابع قبل شفط الصحون وبعدها ليذهب بغطيط! كان بعضهم زار الشعب وقت الانتخابات فكانت هناك له بصمة بطانيات تحت شعار انجاد الفقراء وكاميرا ( صورني وكأني لا ادري ) ثم خرج الى خزانة الدولة وجمع ماله وعدده ، فكان شغله الشاغل ، وهمه الوابل ، فماالذي حداما بدا ، حتى اعتصموا بحبل السياسة ولم يتفرقوا عن كسب الاموال ، والناس في وسوسة منهم، احتيالا لا ريب فيه! اليس كان من الاولى بالبرلمان ان يصوتوا على رواتبهم التي ارهقت الخزانة ، ويعتصموا على الغاء مخصاصتهم التي افرغتها!؟ اليس من الواجب ذكر خلع انتمائاتهم الطائفية ويفكروا في سوق النخاسة الذي انقرض ، فكانت حرائرهم جواري ، ومساجدهم اصبحت للبغاء ؟ من منكم المسؤول عن ذلك ؟ لم يسألوا وكأن الارض التي استبيحت من نسج خيال الف ليلة وليلة ولم يعد فيها السندباد حلاً لانه صار لصاً يبيع النساء على الشيشان والافغان والصين وووو ، فكانت حضارة الخال وابن الاخت ؟ من منكم سأل عن المخيمات تقبضون رواتبكم فيها بيت يبنى لمهجر او فقير في كل شهر خمسين مليون تضعون فيجيوبكم الحرير ، لتكون مساند تحت رؤوسكم ، كي تناموا بهدوء انكم أمنتم مستقبلكم ، وكأن الخسف عنكم بعيد ، تقطعون راتب موظف لمدة ١٠٠ راتب( سلفة) كي يبني به بيتا لعائلته ، او تعطيه الاسكان سلفة ب ٣٠ مليون ، يقطع من راتبه وهو فرح لانه سيبني بيتاً فمال بالكم تستلمون كل شهر خمسين مليونا لو اعددنا المعتصمين ١٧٢ نائبا لكان في كل شهر يبنى ٢٨٦بيتاً على ان كل بيت بـ ثلاثين مليون كما تقدم سلفة وزارة الاسكان ! لم نسمع نائبا قال : اني اتبرع بكل رواتبي ومخصصاتي للمقاتلين ، او عوائل الشهداء ، ولا فرد معتصما بالقبة كان ! او خارجها متمسكا بكرسية ! آه ، فعلا وجدنا ان كلمة كرسي للبرلماني تقرأ مقلوبا ( يسرك) فعلا هم مسرورون حتى في اعتصامهم فهو انتصار لهم وليس للشعب ، فالسيلفي تملأ الفيس والكوكل ووو اننا معتصمون بالتبريد والحرير والخواتم الماسية وسيعاقب المسيء بأن يأكل بيتزا من افخر المطاعم!
لم نر من البرلمان بأن أحدهم قدم اقتراحا بهذا الشكل :
ياسادة نحن البرلمانيون نمثل الشعب ، فلنأخذ راتباً بقدر اقل مواطن في العراق ؟ مقترح من برلماني واحد ولو على صفحات الفيس!
اوجاء احدهم فقدم مقترح صارخاً:
ياسادة ، نسيتم ان من علمكم الحرف ، هو سيدكم فكيف تأخذون راتبا اعلى منه وهو الذي جعلكم تصلون لهذه القبه ! لذا اقترح ان تكون رواتب البرلمانيون ومخصاصاهم وتقاعدهم اقل من ابائهم ( المعلمون)
عفوا ايها القراء ، ان سيدمحمد الياسري من قال هذا في حلم راودني ان ارى سقراط في برلماننا ، او وطني ، او فيه نفحة من نفحات الخير ، قد تضيء في احدى زواياه المظلمة! يا اخواني لم نر منهم هذا فلماذا نصدق انهم انقلبوا للخير وماهم بمنقلبون، فما كان طردهم امرأة لوط ( سليم ) من اجل الشعب ( لوط واهله) لانهم مثل امرأة لوط واهلها ( سليم والبرلمانيون ) ما اراهم الا من الغابرين ، فهم مع الفاحشة سواء ؟ لا يعطي بعضهم خيراً إلا بعضهم،اليس للناس من يد او قرار انما الصبح موعدهم ( ثورة الشعب ) اليس الصبح بقريب ؟
ليست هناك تعليقات