أحدث المواضيع

الرومانسية المؤلمة = بقلم عمر جميل -- تحياتي جدو عبدو



الرومانسية المؤلمة 


كل شاب وفتاة يراودهم حلم جميل تشرق له وجوههم 

،فيعلوها بهاءا ونضارة وسعادة غامرة ،إنه حلم الحبيب 

وشريك العمر ،نعم إن الحب إكسير الحياة ،وقلب لا ينبض 

بالحب ،ينبض يقينا بالموت ،فهو قلب نزعت منه الروح 

،فيكون هذا الحلم المشرق هدفا يجعل الأعين دائما تنظر 

للأمام ،تتساءل متى يحين الوقت وأجد وليفى ونبض قلبى 

،يتحركا معا بل يطيرا معا يحلقان ،يسعداء ببعضهما ويملأن 

الدنيا مرحا وسعادة ،وضحكا وابتسام ،ولكن هناك نوع أخر 

من الرومانسية ،فربما الرمانسية الأولى يشوبها إختلاط بين 

الحب والغريزة ،وكلاهما مكمل للأخر ،ولكن إذا قام أحدهما 

بالتقصير فى حق الأخر لقضاء الغريزة ،طاش الحب وضاع 

بعد نفاد الصبر ،فهذه رومانسية مخلوطة بالإحتياجات 

الجسدية ،ورومانسية نفعية ،فإذا إنقضت المنفعة لا مجال 

فيها للرومانسية ،أما الرومانسية الحقيقة هى الحب بمعناه 

الحقيقى ،العطاء والتضحية بلا إنتظار مقابل ،حب يسمو عن 

الغريزة ومتطلبات الجسد والنفعية المتعلقة ،وتجد هذه 

الرومانسية فعلية عند الرجل والمرأة فى سن الشيخوخة 

التى يكتفى فيها كلاهما بدفئ الأخر وحنانه واهتمامه 

ورعايته مع ضعف الجسد وقلة العافية ،وأيضا الزوج أو 

الزوجة التى مرض أحدهما مرضا لا يرجى البرؤ منه ،نعم 

،تستمر الرومانسية بأسمى معانيها الحقيقية ،حيث يخدم 

كلاهما الأخر ويضحى ويعطى بغير حساب لا ينتظر مقابلا 

بل ويكفيه إبتسامة من حبيبه تشعره بالرضى والسعادة ،لا 

ينتظر من حبيبه إلا أن يراه يبتسم ،فهذه هى إشباع رغبته 

ومتعة حياته ،بل يكفيه أنه يتنفس ويحيى وينبض قلبه بحبه 

،
لعل البعض لم يفهم المعنى الخفى لكلماتى ،وربما البعض 


فطن إلى قصدى ،الرومانسية المؤلمة ،



تحياتى ،بقلم عمر جميل

ليست هناك تعليقات