أحدث المواضيع

قلم يخط التفاهات بقلــــم / عمر جميل




قلم يخط التفاهات
إن ثقافة الأمم وترقيها وسر نهضتها يسطره قلم نابض مخلص محب ،فالقلم هو المعبر الأصيل لثقافة الشعوب وحضارتها ،فسطر القلم أروع الملامحم حيث إنتصر على الأفكار المنحرفة وأفحم أصحاب الحجج الواهية ،وقضى على من يشذ عن الطريق القويم ،إن القلم هو من وجه العقول لتعلم المعنى الحقيقى للقيم والأخلاق والمبادئ ،فكتب القلم العلوم وصدرها للعالم وكان القلم مصباحا لكل من ضل عن الطريق فكان مرشدا وموجها وصديقا ملازما ،ولكن فى عصر إختلطت فيه الأقلام ،فلم تعد تميز بين القلب النابض بالخير والقلم الذى يبث السموم ،والقلم التائه التافه الذى تجده مع كل واد يهيم ،قلم متناقض مذبذب ،يبث القيم مرة ،ويهدم الأخلاق مرات ،وهذا غالبا من أنتجته الفوضى الأخلاقية التى نعيشها ،فالواقع مؤلم والحقيقة مرة مفجعة ،عالم عربى وإسلامى مشتت ،دماء تسيل ،وأشلاء تتطاير ،وشعوب بائسة يائسة تتكفى الشعوب والحكومات الأخرى ،تلازم الحدود تستعطف وتستجدى العالم الذى يدعى التحضر وينادى بحقوق الإنسان ،ولكن ،حقوق الإنسان توقفت عند كل مسلم ،فالمسلم ليس له حقوق بل ليس له أن يحيى من الأصل فقد أصبح موصوما بالإرهاب ، (سوريا العراق ليبيا اليمن فلسطين تونس مصر لبنان ) حتى بورما وكشمير والصومال والشيشان وباكستان وأندونيسيا ،إن الأمة تفقد فى كل خيرة شبابها وفلذات أكبادها ونور مستقبلها ،فأصبحنا الأن ،
أجيالا مدمرة ،تستلم الراية من أجيال مهزومة ،فأصبحت الهزيمة النفسية متوارثة يسلمها جيل لجيل أخر ،وأيضا بلاد مقسمة ،والمسلم يقتل المسلم ،كانا بالأمس أخوين يتقاسمان لقمة العيش ،واليوم كلاهما يكفر الأخر ويترصده حتى ينقض عليه ويقتله ،أى واقع مؤلم هذا ،وبعد كل هذا أليس من حق القلم أن يهرب من واقع قاتل ،فيكتب التفاهات ويخط الملهيات ،ومع ذلك
لا نبرر للقلم إنحرافه ،فكل عصر يحتاج إلى قلم يصدع بالحق ولا يخاف فى الله لومة لائم ،فكل قلم يجب أن يقوم بأمانته ،مهما تم تخويفه وإرعابه وإرهابه ،فالعمر محتوم ، ولن يقصف قلمك إلا من وهبك إياه ولن يقبض الروح إلا الذى خلقها ،مامن كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ماكتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيئ يسرك في القيامة ان تراه

ليست هناك تعليقات