نحو عالم أفضل ٢٦. بقلم أيمن غنيم -- تحياتي جدو عبدو

نحو عالم أفضل ٢٦. 

سلسلة يومية 

للكاتب أيمن غنيم

تلك البساطه والشفافية التى قتلت فى تعاملنا . وتلك الروحانيات والمعنويات التى انتحرت من هول نوازعنا الشريرة . وتلك الأمنيات التى خزيت وانتابنا الإحباط وانتهت طموحاتنا وافلت النجوم فى ضبابية احقادنا وطفق الظلام أن ينتشر فى ربوع حياتنا.

هى تلك الاسباب الكامنة التى تؤجج مخاوفنا فيما هو قادم . وأصبحنا بلا معين نتلمس بصيص من نور ينير ظلمات ويزيل تعثرات فى طرقات هى اكثر اعوجاجا ونتسلق على ظهور اخواننا ونستبيح كل الوان الخداع لاحساس بمتاع ونعيش صراع بلا عهد ولا ميثاق نطوى كل الذكريات وغير مكترثين بما فات . بلا أهلية ولا مرجعية 

اصبحنا عتاة نتفاخر باختراق كل الحواجز والبعد كل البعد عن الشرعية وكأننا تنصلنا من الدين وتجردنا من الخلق وتعرينا من حياءنا ننشد الرقى والارتقاء من دهماء نشروا فى الأرض فسادا ورسموا اشباح واطياف أمان فخربوا واقع ومسخوا فينا الانسانية واستنسخوها بالبهمية .

وانتاب الجمع احساس الكمون وشغلتنا كل أنواع الظنون وبكينا بكاء التمسايح بلا مشاعر تنتفض لواقع اشبه بزلزال هز كل القيم وزعزع كل العقائد واختفت كل الملل وظهرت الفتن وعلا طوفانات العلمانية والإلحاد لان المجتمع تملص من تلك العادات المصانة والتقاليد المقامة .

وصرنا فى ثبات نشتكى احوالنا ببلادة ولا مبالاه .

من أين تجيئ الهدايه وقلوبنا غلف واغرورقت مشاعرنا فى مغبة شهوات قتلت كل المعانى . وارتقينا شكلا لا مضمونا . وعرفنا الحرام ولم نتاحاشاه وادركنا الصواب ولم نفعله وعرفنا الله ولم نعطه حقه .وعرفنا الشيطان ولم نجتنب وسوساته .وأدركنا جمال الاستقامة واعوجت سبلنا . وتابعنا الخيال فبعدنا عن أرض الواقع وجنح بنا الضلال فضللنا الطريق .فلا يجدى حبيب ولا ينفع صديق إذا ما تعايشنا فرادا فى شطط أفكار وتغنينا بمنجزات الماضى وتخلينا عن الحاضر ليموت المستقبل . ونعود إلى خيبة الرجاء . تعالوا نصحح مسار الحياة بالتخلص من شوائب النفس المريضة من دخان الهوى القاتل ودعمها بروحانية الايمان ولا تقتل بداخلك كونك إنسان حتما ستجد لنفسك ولغيرك الأمان . وتكن على ربوع عالم أفضل 

بقلم أيمن غنيم