الشاعر قريش عبد اللطيف .... زفرت الفرحة
الذي فر مني ...
حين أردت أن أفرح به ...
وفي عتبة ...
باب الفرح المتبدد ...
رأيت فرحاً ...
يشبه فرحي الهارب ...
ليس هذا الحلم حلمي ...
الذي سرق مني ...
حين حاولت أن أحلم به ...
وفي نافذة الحلم البائت ...
رمقت حلما ...
يماثل حلمي المسروق ...
ليس هذا الوجه وجهي ...
وليس هذا الزمن زماني ...
في آن واحد يستوي ...
القبح بالحسن ...
والعدل بالظلم ...
صار الإغتراب عنواني ...
وركام الغياب حقيقة نفسي ...
ليس هذا فرحي ...
الذي أريد ...
ليس هذا حلمي ...
الذي أبتغي ...
أريد فرحاً ...
يطفو على شفاه ...
الشمس حين تشرق ...
وعلى وجه البدر ...
حين يكون مكتملا ...
وحين يكون مجرد هلال ...
أريد حلما ...
في متناول العصافير ...
حين تغرد ...
والطيور ...
حين تحلق في السماء ...
ليس هذا الوجه وجهي ...
الذي كنت أغسله ...
من غبار الخزي ...
المتوغل بداخلي ...
ليس هذا الخوف خوفي ...
الذي يستبيحني ...
في سري وعلانيتي ...
مازلت لم أصبح ...
بعد شاعرا ...
ولا يتملق شعري ...
ود الحاكم ...
ولاتتغزل قصائدي ...
بحسن السلطان ...
جحيم قصائدي ...
هو سلاحي ...
سأصير يوما ...
في درب ...
الحالمين بالشهادة ...
كي يكون قبري ...
ولادة شاعر ...
قلمه ثائر فوضوي ...
هذا هو كلامي ...
المحشو بالتمرد ...
يعري عورة المقدس ...
هذا هو غضبي ...
الغير الملون ...
والمغير حقيقة زماني ...
لاشيء أكثر يوجعني ...
فوق أرض متصدعة ...
بأجساد لا تستنكر بكلام ...
ولا بهمس في الظلام ...
تصفق للسيف والمقصلة ...
تطبل لشوارع ...
تفضي إلى الباطل ...
وهو يحرق الآيادي والطبول ...
ليس هذا الوجه وجهي ...
حين كنت أنا الذي يشرب ...
أزهار الياسمين ...
من آيادي العابرين ...
نحو الجهر بالحق ...
وهم يشربون ...
من نبيذ غضبي ...
ولا يثرون ولا هم يحزنون ...
ليست نفسي هي نفسي ...
وليس أنا هو الحي الغر ...
في وطن أستشعر فيه غبنا ...
يجعلني أموت نقصا ...
من الكبرياء ...
في حياة تشبه الحياة ...
صرختي موصدة ...
والإرادة معلقة ...
بين أن أكون ...
حرا أو ذليلا ...
في سماء وطن ...
لا تحلق فيه الحمائم البيضاء ...
تمنحنا بضع من الوجود ...
لاشيء يمكنه ...
أن يغير الرؤية للأعلى ...
غير ما يكون لنا من الكرامة ...
لاشيء يجعل الحق منتصرا ...
إلا ثورة في عمق المعنى ...
ومطلق الأفكار ...
هل يأتي يوم ...
يمكنني أن أسقط بأشعاري ...
النسور المحلقة في الفضاء ...
فوق الرؤوس كالأشهاد ...
قبل أن تنهش الغضب ...
المستتير في العقول ...
ومابقي ...
من عزة في النفوس ...
هل أستطيع ...
أن أجعل يومي ...
أفضل من أمسي ...
هل يستوي ...
الحاضر بالماضي ...
في ذاكرتي الغائبة ...
عبر تاريخي المبعثر ...
-------------------
قريش عبد اللطيف 2016/03/13
ليست هناك تعليقات