أحدث المواضيع

نحو عالم افضل ٤ سلسلة يومية للكاتب / ايمن غنيم



نحو عالم افضل ٤
سلسلة يومية 


يقول الله تعالى فى محكم التنزيل .

"قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولى الألباب لعكم تفلحون "
سورة المائدة الآية ١٠٠

فى تلك الآية الكريمة تتجلى كل النظم السوية وتتخللها الأطر القويمة فى تبنى الحياة برمتها . وترسم لنا واقعها المصون وادارك هويتك والتى منها تنطلق نحو الأصوب وتدعم فكرك بطاقات عارمة تدفعك بحماس المؤمن الواعى وبرقى حواسك فى تلقى كل بواعث التغيير فى ذاتك اولا. وصبغتها بالصبغة التى تحميك من تلك المهاترات الداخلية والتى تنزح للشر وتقلس دافعية الانطلاقة للتحرر من قيد نفسك الشريرة وعبودية نزواتك. وتحطم بصيرورة الصدق. وبحماس الإيمان .
كل مايعوق تقدمك نحو الأفضل . وتجعلك تدور فى فلك نورانى يلهمك العزيمة والإرادة القوية نحو الأعز .وبالعزة تنال المنى وترتقى وترقى بحياتك الى اللا منتهى من السعادة والشعور بالغبطة حتى وانت تعانى لأنك صيغت الحياة كلها حلوها ومرها فى طاعة الله فإما شكورا لنعمائه أو صبورا على بلائه وتكن محصن برداء الإيمان وترتسم على وجهك بسمات الرضا مهما قست أقدارك وإستدارت الدنيا بوجهها عنك . فأنت قانع بما أودعه القدر فى مقدراتك او. مايقصيه بعيدا عنك ولا توضع فى حساباتك.

وانت على يقين كامل بأنك الأقوى بمعية الله ومصافحة كل عهوده ولا تنثنى عزائمك. أو تضيع سدى أمام تلك المغريات التى توقع البغضاء والفتن بين الناس بعضهم البعض .

وتنجو من مهالك الشيطان وتبعد عن شباك الهوى فتهوى فى اسفل سافلين .
وقد إشتملت الآية الكريمة على شمولية الأدوات التى هى بمثابة معاول لتحقيق مايصبو إليه الإنسان والطرق التى ينهجها فى الحصول على أهدافه المرجوة .

وقد كفل لنا الله الطيب من السلوك والطيب من المعاول الفكرية الداعمة للخير والمؤازرة لرفاهية الإنسان وإرتقائه فى طلب العيش وإسعاد البشر لكن بما يضمن عدم المساس بإضرار الأخر او النيل منه.

وكفل للانسان ايضا إحترام لذاته فى تبنيه أوجه الخير على وتيرة الخير ذاته .

وهذا ما يتنافى مع المقولات التى تؤجج الشر وتشعله فى قلوب البشر وتفرضه كسلوك معاصر لتلك النزوات الفردية والإرهصات الفئوية والمللية والتى تبث فى نفوسنا الخبث والشطط الإلحادى والذى يتتبع النزوات المغلوطة فى الجرى باحثا عن سعادة فانية مدمرة للإنسان ذاته وتنخور فى قلبه حتى تتحول الى جرثومة انفعالية تطغى على كل مشاعره وتبث سمومها فى دمائه ويصبح خبثا فكرا وخبثا سلوكا وماينتهجه او يسلكه ماهو إلا شرود عن الطيب وتبعية الخبث.

فالغاية لاتبرر وسيلتها ولكن إن الوسيلة الطيبة والخيرة لا تنتج الا غاية طيبة . 
ولقد كرمنا الله بأن جعلنا أولى ألباب لنتفقد ونفكر بوعى كامل ماهو طيب وماهو خبيث . وإن الإنتهاجات المثلى والنفعية للبشر كافة تنشر الرفاهية والرقى بين الناس وتمكنهم من إتمام حكمة خلقهم فى التعبد والعبادة وإعمار الارض وتمكنهم من ايجاد فلسفة كونية لإدارة هذا الكون بأسره.
دون الالتحام او التراشق بالثقافات على اختلافاتها . أو إمهاق لوجوه البشر او التعدى او الاهانة. لانه كفل السلوك الطيب والاخلاق الطيبة . ام ما أنتجه البشر من خبث وشرزمة فهى من صنع ذات البشر .

فحقيقة الأشياء تكمن فى جوهرها وفحواها الخير . اما الزبد فيذهب جفاء وتعودون الى ماينفع الناس فهو يمكث فى الارض لأنه الأصل فى الحفاظ على الارض والأصل فى الحفاظ على كيان الفرد .

ومن هنا تتشكل طبوغرافيا الكون وعلينا ان ندعم خرائط الكون وسبله وطرقه ومنهاجه بالطيب والانطلاقة بها الى اوسع مدى فى تبنى كل قضايانا وحلول أزماتنا والقضاء على تفرقنا باغين حياة طيبة آمنة.
و تسوقنا اقدارنا جميعا مهما كانت أليمة ومهما كانت قاسية الى الطيب من الإستيعاب والى الإنفراجه الفكرية بإستيعاب المؤمن الواعى بأن كل شئ خلق بقدر ومقدار .

فلماذا النفور ؟ ولماذا الامتعاض؟ 
ولماذا اليأس والله باق ولماذا البؤس والله قادر ولماذا الظلم فالله عادل 
وانت مهما علا طوفانك واشتد عودك وقويت مخالبك فانت بلا معية الله ابله .وان ظننت انك بالخبث ستنجو فإنك بلا لب ولا عقل ولا قلب 
وكل ماتنهجه باطل .
فانت علوت لتسقط .وانت نجحت لتفشل . 
فالطيب كمسلك وحياة 
هو النجاة وهو الفلاح وهو داعم للفضيلة وركيزة الصلاح حيث الحياة الآمنة ونشد بعضنا بعضا نحو عالم افضل . 
بقلم ايمن غنيم

ليست هناك تعليقات